الأولى - SWI swissinfo

ساخت وبلاگ

تدرك نجمة السينما السويسرية أورسولا أندرس، التي تحتفل هذا السبت 19 مارس 2016، بعيد ميلادها الثمانين في منزلها بإيطاليا، جيّدا كيف غيّرت قطعة صغيرة من القطن الأبيض مجرى حياتها وحددت مسار تجربتها الفنية.

و"نتيجة للدور الرئيسي الذي اضطلعت به في فيلم "دكتور نو" كفتاة جيمس بوند الأولى، أعطيت الحرية في اختيار أدوار التمثيل في المستقبل، وأصبحت مستقلة ماليا"، قالت أندرس في عام 2001 قبل أن يدرّ عليها البيكيني الذي كانت ترتديه في عام 1962، والذي بيع في المزاد، 58.000 فرنك سويسري.

ولدت أورسولا أندرس في أوسترمنديغن، في ضواحي مدينة برن من أم سويسرية وأب ألماني. وكانت قد شاركت في عدد من الأفلام الإيطالية المغمورة قبل أن تقوم بدور رئيسي في فيلم "دكتور نو"، متقمصة دور الغطاسة الجامايكية هوناي ريدر، إلى جانب سين كوناري، الذي لعب دور جيمس بوند.

ثقل لهجتها السويسرية الألمانية دفع القائمين على الأعمال الفنية التي شاركت فيها إلى دبلجة صوتها، لكن الجمهور لم يعبأ بذلك. وبعد خروج الناشئة اللامعة من البحر، حاملة في يد صدفات كبيرة، وفي اليد الأخرى سكينا مسلولة، أصبحت أندرس نجمة عالمية بين عشية وضحاها، وعلى الرغم من أنها لم تعرف ذلك، فقد وصلت إلى ذروة شهرتها ولم يتجاوز عمرها 26 عاما.

حصلت أندرس على جائزة الغولدن غلوب أو الكرة الذهبية التي تمنح لنجم العام للدور الذي أدته في فيلم "الدكتور نو"، وتُوجت كنجمة سينمائية عن مشاركتها سنة 1965 في "أي هرّة جديدة هذه؟"، ولكنها بدت غير مهتمة بأداء أدوار تمثيل أكثر تحديا.

ظهرت هذه الممثلة السويسرية في السبعينات في أعمال سينمائية تتسم بالجرأة مثل "الممرضة الحسناء والجنس" مع ابتسامة عريضة، أو في أفلام عنيفة مثل "الرقيق والإله آكل اللحوم". وفي الثمانينيات، جرّبت أندرس حظها في الأعمال التلفزيونية، حيث ظهرت في مسلسل فالكون كريست الذي كان يبث عند الظهيرة. 

وعندما سئلت لماذا سمحت بإلتقاط صور لها وهي عارية لصالح مجلة "بلاي بوي" الأمريكية في عام 1965، أجابت أندرس: "لأني جميلة"، ولا شك في أن أجيال جيمس بوند الذين كثيرا ما صوّتوا لها بوصفها "فتاة بوند المثالية"، يوافقونها على ذلك. 

عيد ميلاد سعيد، عزيزتي أورسولا أندرس!

(النص: طوماس ستيفنس swissinfo.ch، محررة الصور: إستر أونترفينغر، swissinfo.ch).

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 208 تاريخ : شنبه 29 اسفند 1394 ساعت: 18:53

باستقطابه لنصف مليون مشاهد في سويسرا، وأكثر من 2,4 مليون في جميع أنحاء العالم، اعتُبر فيلم هايدي بنسخته الجديدة للمخرج آلان غسبونر أكثر الأفلام نجاحا في السينما السويسرية، فهل هذه هي الحقيقة فعلا؟ هناك نجاح على مستوى التسويق، لكن هناك أيضا غياب للإحصائيات التي من شأنها أن تؤكد أو تنفي تلك المعطيات.

من الطبيعي أن تُوجد إحصاءات مفصلة لقياس النجاح الذي تحققه الأفلام عبر شبابيك التذاكر ومن خلال المهرجانات والجوائز السينمائية، لا سيما وأننا في بلد تعتمد فيه السينما بشكل كبير على التمويل الحكومي، لكن المتوقع شيء والواقع شيء آخر.

الأرقام المتوفرة قليلة وتتعلّق بالسوق الداخلية في المقام الأول، بينما لم تستطع، حتى "سويس فيلمز Swiss Films"، وهي الوكالة التي تعنى بتسويق الأفلام السويسرية، تقديم بيانات كافية بشأن السوق الخارجية، ولذلك لا يجوز لنا أن نزعم بأن فيلم هايدي هو أكثر الأفلام مشاهدة في الماضي والحاضر، رغم استقطابه لأكثر من 2,4 مليون مشاهد، ورغم روعة النتيجة ولا شك.

ومن المنطق أن نتناول القضية بشكل مُنتظم، أولا: على الصعيد الوطني، يظل المصدر الأكثر شمولية المكتب الفدرالي للإحصاء الذي وضع تصنيفا لـ 500 فيلم سويسري أنتجت خلال الفترة الممتدة من عام 1976 وحتى الآن (ملاحظة: الشكل التوضيحي المتوافق مع الهواتف الذكية مُتاح في أسفل النص). 

لعل الحكم الذي لا يقبل أخذا ولا ردا، هو أن الفيلم الكوميدي الساخر "صُنّاع السويسريين Les faiseurs de Suisse"، الذي أنتج في عام 1978 واستقطب ما يقرب من مليون متفرج، يبقى الفيلم السويسري الأكثر مشاهدة على مدى العقود الأربعة الأخيرة. ومن المفارقات، أن السلطات حينها رفضت دعم الفيلم الذي يُصوّر بأسلوب فكاهي الطرق الملتوية للحصول على الجنسية، ويثير التساؤل حول مفهوم الهوية الوطنية.

لم يشكل نجاح هذا الفيلم مفاجأة لفريديريك مايير، مدير أرشيف السينما السويسرية الذي يقول: "كانت مسألة الأجانب والتجنيس في صميم الحدث السياسي خلال تلك السنوات التي انصبغت بما يُعرف بمبادرة ꞌشفارزنباخ Schwarzenbachꞌ [نسبة إلى السياسي اليميني جيمس شفارزنباخ وهي مبادرة طالبت بوضع حد أقصى (10%) لنسبة الأجانب في كل كانتون باستثناء جنيف (25%) ورفضها الشعب في 7 يونيو 1970- التحرير]، كما أن إيميل شتانبيرغر هو الذي أدى دور البطولة فيه، وهو واحد من القلة القليلة من الممثلين السويسريين الناطقين بالألمانية الذين تمكنوا من تجاوز الحدود اللغوية".

وماذا عن الإصدار الجديد من فيلم "هايدي"؟ لقد تبوّأ الفيلم المركز الخامس حيث بلغ عدد مشاهديه أكثر من نصف مليون مشاهد. لكن لابد لنا هنا من وقفة، وهي أن المكتب الفدرالي للإحصاء حينما يواجه صعوبة في تحديد جنسية الفيلم، لا يأخذ بعين الاعتبار سوى الأفلام السويسرية مائة بالمائة أو الأفلام المشتركة التي يغلب عليها الإنتاج السويسري، ونفس الشيء تفعله أوروبا، وبالرغم من أن مخرج هايدي هو السويسري ألان غسبونر، إلا أن عنصر الإنتاج الألماني هو الأغلب فيه، ولذلك، فإن إدراجه ضمن قائمة الأفلام السويسرية هو نوع من التضليل.

وللحق نقول، إن المكتب الفدرالي للثقافة يتعامل بمعايير أقل صرامة ويعتبر بأن "هايدي" هو فيلم سويسري، حيث قدّمت له الحكومة الفدرالية دعما ماليا وتمّ ترشيحه لجائزة "أوسكار" للسينما السويسرية.

نجاحات كبيرة في الأربعينات والخمسينات

لئن غطت الدراسة التي قام بها المكتب الفدرالي للإحصاء العقود الأربعة الأخيرة، إلا أن تاريخ السينما السويسرية لم يبدأ، وبالتأكيد، من عام 1976، ولذلك سعينا إلى الحصول على وجهة نظر أكثر شمولية، فقمنا بالتنقيب بين ثنايا كتب المؤرخ هيرفيه دومون*، المدير السابق لأرشيف السينما السويسرية، فكانت المفاجأة، أن عثرنا على أعمال صدرت مباشرة في أعقاب الحرب العالمية وحققت نجاحا وطنيا ودوليا أكبر مما حققه فيلم "صُنّاع السويسريين".

قد يكون فيلم جوناس، بالإضافة إلى فيلم "السمندر أو السمندل"، للمخرج آلان تانر هو أكثر الأفلام السويسرية المعروفة على المستوى الدولي.  (AFP)

قد يكون فيلم جوناس، بالإضافة إلى فيلم "السمندر أو السمندل"، للمخرج آلان تانر هو أكثر الأفلام السويسرية المعروفة على المستوى الدولي. 

كان من بين الأفلام التي عثرنا عليها: فيلم "ماريا لويزا" (1944)، للمخرج السويسري يوبولد لينتبرغ، برصيد فاق المليون متفرج في سويسرا، وقد جاء في وقت سادت فيه ثقافة "الدفاع الروحي" ليعزز القيم الوطنية في مواجهة خطر الإستبداد، وسعى المخرج من خلال قصة طفلة فرنسية لاجئة إلى إبراز الصورة المثالية لسويسرا.

وبالإضافة إلى النجاح المحلي، حقق فيلم "ماريا لويزا" نجاحا كبيرا خارج الحدود ليكون أول فيلم أوروبي يُعرض على الشاشات الأمريكية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأول فيلم أجنبي يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو. 

من خلال فيلم "الأمل الأخير" (1945)، صوّر لينتبرغ سويسرا كبلد مضياف، وسلط الضوء على فرز اللاجئين اليهود على الحدود، فاتهمت السلطات في حينها الشركة المُنتِجة بخدمة الدعاية الشيوعية. (RDB)

من خلال فيلم "الأمل الأخير" (1945)، صوّر لينتبرغ سويسرا كبلد مضياف، وسلط الضوء على فرز اللاجئين اليهود على الحدود، فاتهمت السلطات في حينها الشركة المُنتِجة بخدمة الدعاية الشيوعية.

بعد ذلك بعام، عاود لينتبرغ الحديث عن اللاجئين اليهود من خلال فيلمه "الأمل الأخير"، فحقق مرة أخرى نجاحا كبيرا على مستوى السينما السويسرية، وبعد 18 يوما من استسلام ألمانيا، حقق النجاح على المستوى العالمي. هذا الشريط الذي استقطب أكثر من مليون مشاهد في سويسرا، اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز من بين الأفلام "العشرة الأوائل" لعام 1946.

ومن بين كبار المخرجين في ذلك الوقت، نجد أيضا فرانس شنايدر الذي أتاح لدور العرض، من خلال فيلم الدراما الريفية "أولي الخادم" (1954)، اجتذاب 1,6 مليون متفرّج يوم كانت سويسرا لا تعد سوى 5 ملايين نسمة، وفي نفس السنة، خرج فيلم "هايدي وبيتر" الذي يحمل توقيع نفس المخرج شنايدر، وكان أول فيلم سويسري بالألوان، وتمكّن من تحقيق نجاح عالمي مستفيدا من الدعاية المتميزة على مستوى مدينة نيويورك. 

* المعلومات الواردة في هذا الفصل تم اقتباسها من كتاب "تاريخ السينما السويسرية، من أفلام الخيال 1896- 1965"، هيرفي دومون، 1987.

"أفضل" إنتاجات السينما السويسرية 

يشهد يوم الجمعة 18 مارس 2016 الإعلان عن "جوائز الأوسكار" للسينما السويسرية، وهذه قائمة مختارة من الترشيحات:

أفضل شريط طويل

"مراهقون هواة" (Amateur Teens) للمخرج نيكلاوس هيلبر (Niklaus Hilber)

"أرض الوطن" (Heimatland) لمجموعة من المخرجين السويسريين (Jan Gassmann, Jonas Meier, Benny Jaberg, Tobias Nölle, Lionel Rupp, Lisa Blatter, Gregor Frei, Michael Krummenacher, Carmen Jaquier, Mike Scheiwiller)

"كوبيك" (Köpek) للمخرج إحسان إيشيك (Esen Isik)

"الغرور" (La Vanité) للمخرج ليونال بايير (Lionel Baier)

"لم يحدث شيء" للمخرجة ميشا لوينسكي (Micha Lewinsky)

أفضل عمل وثائقي

"فوق وتحت" (Above And Below) للمخرج نيكولاس شتاينر (Nicolas Steiner)

Als Die Sonne Vom Himmel Fiel للمخرجة آيا دومينيغ (Aya Domenig)

"حرب الذهب الوسخة" (Dirty Gold War) للمخرج دانيال شفايتزر (Daniel Schweizer)

"تخيّل أن تستيقظ غدا وقد اختفت كل الموسيقى" (Imagine Waking Up Tomorrow And All Music Has Disappeared) للمخرج ستيفان شفيتيرت (Stefan Schwietert)

أخيرا، اقتصر ترشيح فيلم "هايدي" على جائزة "أفضل دور رجالي" فقط، ومن خلال ترشيح الممثّل برونو غانس، الأمر الذي أثار انتقاد عدد من أصحاب الإختصاص ومن ممثلي صناعة السينما السويسرية. 

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 226 تاريخ : شنبه 29 اسفند 1394 ساعت: 0:21

تشارك سويسرا حاليا في أكبر عملية إغاثة انسانية في سوريا، وفي الدول المجاورة لها. وبذلك تساهم في التخفيف من معاناة المدنيين هناك. ولكن مناطق أخرى، تطحنها الأزمات او الكوارث، مثل جنوب السودان، لا تتلقى الدعم الكافي، كما يفهم من الدعوة التي وجهتها مؤسسة المساعدة الإنسانية التابعة للكنفدرالية للعديد من الجهات بمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي، والذي يبدأ اعماله يوم الجمعة 18 مارس 2016.

وكاريتاس هي من بين المنظمات التي تعمل بنشاط في جنوب السودان. وقد أطلق الفرع السويسري بهذه المنظمة الإنسانية في عام 2010 برنامجا للمساعدات الطارئة لمواجهة المجاعة التي ضربت إقليم شرق المنطقة الاستوائية. وقد وزّعت هذه الاخيرة المعونات على نحو 18.000 شخص وقدمت خدمات طبية للأطفال الذين كانوا يعانون من سوء التغذية.

هذه الصور التقطتها بيا زيناتي في قرية "حورية"، وهي مشاهد تجيب عن سؤال: "ماذا لديك اليوم لتأكل؟".

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 200 تاريخ : شنبه 29 اسفند 1394 ساعت: 0:21

في المغرب، لا يكتفي النشطاء بالتظاهر والنزول إلى الشارع للتعبير عن مواقفهم أو الإعلان عن مطالبهم (في الصورة: تجمع دعت إليه حركة 20 فبراير في الرباط يوم 20 فبراير 2016)، بل تحولوا منذ فترة لاستخدام ما تتيحه شبكات التواصل الإجتماعي من فرص وإمكانيات واسعة. (Keystone)

في المغرب، لا يكتفي النشطاء بالتظاهر والنزول إلى الشارع للتعبير عن مواقفهم أو الإعلان عن مطالبهم (في الصورة: تجمع دعت إليه حركة 20 فبراير في الرباط يوم 20 فبراير 2016)، بل تحولوا منذ فترة لاستخدام ما تتيحه شبكات التواصل الإجتماعي من فرص وإمكانيات واسعة.

(Keystone)

أصبح للفايسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي حضورا في المغرب، كفاعل جديد بات يمتلك صوتا مسموعا ووقعا وتأثيرا لا يستهان به، يقوي ويدعم منظمات المجتمع المدني، في التأثير على صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وأضحى كمارد أزرق يرعب السياسيين ويترصد أخطاؤهم وزلاتهم ونبض الشارع الذي يعكس درجة حرارة أجواء المجتمع وبوصلة تحدد نحو أي اتجاه يسير الرأي العام.

وأصبح مألوفا، مطالعة عناوين بالبنط العريض على صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية لأخبار تشمل عبارات من قبيل "تشعل أو تلهب أو تغلي في الفايسبوك" فمنه انطلقت شرارة الجدل تجاه الكثير من القضايا التي شغلت الرأي العام والنخب السياسية ومراكز صنع القرار السياسي في البلاد، واستطاع في مناسبات عديدة أن يشكل قوى ضاغطة على توجهات المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية .

وتوصف مواقع التواصل الاجتماعي، واساسا الفايسبوك، بالشعب المغربي "الموازي" واليقظ على مدار اليوم والأسبوع تجاه ما يدور حوله من أحداث والإحصائيات صنفت المغرب ثالثا عربيا في عدد مستخدمي الفايسبوك بعد مصر والمملكة العربية السعودية بحوالي 7 ملايين مشترك. ويوصف تارة بـ "حزب الفايسبوك" الذي تجاوز عدد المنتسبين فيه وسقف الحرية ومنسوب الجرأة فيه ما لدى أحزاب البلاد الرسمية، فصار حزبا منفلتا من الخطوط الحمراء والممنوعات والحدود السياسية التي ترسمها عادة الأحزاب التقليدية مستفيدا من أجواء الحرية والوعي السياسي الذي تعاظمت أهميته بعد زمن الربيع العربي الذي شكلت حركة 20 فبراير نسخته المغربية، فقد شكل الفايسبوك المنصة الأولى لانطلاق فكرة حراك 20 فبراير على غرار ثورات باقي البلدان العربية.

وشكلت مواقع التواصل الاجتماعي، السند الحقيقي لمنظمات المجتمع المدني بالمغرب والاطار الذي ينظم حركتها ويجعل صوتها مسموعا، واذا كان شارع محمد الخامس (الشارع الرئيسي بالعاصمة المغربية) بكونه يواجه مقر البرلمان، ميدان الحراك الاجتماعي والاحتجاجي، فان المحتجين احتشدوا بعد حراك وتعبئة جيش الفايسبوك، ليسلب الصحافة والمنشورات الحزبية هذا الدور، ولتصنع هذه المنظمات الحدث وتجبر السلطات على التراجع عن قرار او دفعها لاتخاذ قرار.

"قوة ضاغطة" و"حزب عريض"

ويقول عبد الوهاب الرامي الأستاذ والباحث المغربي في المعهد العالي للإعلام والاتصال ان الإنترنت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، ستكون تكون قوة ضاغطة على كل المؤسسات، خاصة إذا كان الفعل فيها منظما ضمن استراتيجيات تواصلية متحكم فيها، لأن الإنترنت فضاء يتيح دمقرطة المشاركة المجتمعية وميزته أنه حيز تختلط فيه، كما في الحياة العامة، مقومات الإخبار والتواصل الأقرب إلى ما يعيشه الفرد في الواقع. والتلاقي الافتراضي يعيد الاعتبار للحميمية التي تظل منفتحة فيه إلى أقصى الحدود.

واضاف الرامي في حديث ل"سويس انفو" ان الإنترنت يعيد الاعتبار للفرد، وهو منفتح على خلق نوع من الفردانية الافتراضية في المجتمعات التي تطرح داخلها الجماعة كملمح مجتمعي كاسح. وبهذا يشجع الإنترنت التعبيرات الفردية-الجماعية. وهو نوع من التواصل الجديد الذي ينخرط فيه الفرد كذات دون نكرانه للفعل الجماعي.

وبقول محمد بودن الباحث في العلوم السياسية ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات العامة أن حزب الفيسبوك في المغرب، هو حزب عريض، يضم"الحزبي، التكنوقراطي، المقاطع، الصامت، فضلا عن "الجيوش الفيسبوكية"، وفي كل حين ترتفع فيه جاذبية السياسة، أو تظهر أعراض احتجاجية معينة، أو تطفوا على السطح ظاهرة سياسية غير مسبوقة، ينفتح باب الجدل حول دور الفيسبوك ، في عمليات التأجيج والتسهيل، من حيث تمكين المتذمرين من اجتذاب الدعم داخليا وخارجيا، أوالتفاعل مع التطورات الميدانية أولا بأول، علاوة على دور الفيسبوك في ملئ الفراغات التي تنتجها رتابة الإيقاع في المشهد السياسي المغربي.

يشجع الإنترنت التعبيرات الفردية-الجماعية، وهو نوع من التواصل الجديد الذي ينخرط فيه الفرد كذات دون نكرانه للفعل الجماعي

عبد الوهاب الرامي، أستاذ وباحث

ويؤكد عبد الوهاب الرامي إن شبكات التواصل الاجتماعي منافس قوي لوسائل الإعلام المسماة تقليدية، لأنها تشرك كل هذه الوسائل في مادتها. إنها بشكل من الأشكال فضاء لتلاقي هذه الوسائط التقليدية. والحرية التي تطبع شبكات التواصل الاجتماعي، والتي ترجع إلى عدم إكراه الإعلان عن الهوية كشرط للمشاركة فيها، هي ما يجعل هذه الوسائل الجديدة مغرية إلى أقصى الحدود، وفاتحة لشهية الخوض في كل المواضيع مهما كانت حساسيتها.

واضاف الرامي ان من عيوب هذه الوسيلة الجديدة سهولة إبداء الرأي، والحكم على ما يجري، والتعليق المتعجل، وسقوط المسؤولية حين الاختفاء وراء أسماء مستعارة، وانتحال الصفة، وعدم وجود شروط لأخذ الكلمة، وخرق المواثيق المجتمعية في آداب الحديث والجدل، وسرقة الأفكار.

ويلاحظ محمد بومدن في تصريحات ل"سويس انفو" ان ثمة شعبوية طاغية بالمغرب على جاذبية السياسة في الفيسبوك، مما يساهم في انخفاض مؤشرات الثقة في العمل السياسي – الحزبي وبروز "جهاد النخبة على الفيسبوك" وهذا انتج سلبية مبالغ فيها لدى المنتقدين،وأحيانا مداهنة لدى المؤيدين كما لاحظ قدرة الحركات الفيسبوكية على الضغط وإيصال المطالب للحكومة وباقي الفاعلين المؤسساتيين، عن طريق العرائض، وتقنيات الهاشتاغ بعد ان اصبح "حزب الفيسبوك في المغرب حزبا اغلبيا، يضم الوزراء، وباقي الفاعلين المؤسساتيين من أعلى سلطة إلى ادناها، فضلا عن تحول الفيسبوك إلى ساحة نضالية،مفترضة وافتراضية.

وقال ان الفيسبوك في المغرب، أحدث تأثيرات نافذة الأثر، وتركيزا في عدة أحداث، مهنية (الإضرابات نموذجا)، قطاعية (قضية الاساتذة المتدربين،الطلبة الأطباء،)، محلية (مسيرة الشموع بطنجة،تنورة انزكان)، سوسيو- سياسية (خرجات وأخطاء المسؤولين الحكوميين..) كما تحول الفيسبوك المغربي إلى إعلام بديل، متفوق على باقي أصناف الإعلام.

نجاحات استثنائية 

استطاع الضغط الفايسبوكي في أغسطس 2013 ولأول مرة في تاريخ المغرب أن يدفع مؤسسة القصر الملكي إلى إصدار ثلاث بيانات توضيحية في أيام متقاربة في ما عرف بقضية "دانيال كالفان" المجرم الإسباني الذي حظي بعفو ملكي رغم أنه كان معتقلا في قضية أخلاقية لاغتصابه 11 طفلا مغربي في مدينة القنيطرة غير بعيد عن الرباط. فورما تسرب الخبر حتى انتشر كالنار في الهشيم على موقع فايسبوك فساد سخط عارم وعجت حسابات المغاربة بعبارات الشجب والاستنكار في سابقة هي الأولى من نوعها تضع قرارا ملكيا تحت مجهر النقد وتم إلغاء قرار العفو و إعادة تسليم المجرم كالفان إلى السلطات الاسبانية في قضية تصدرت أخبار العالم وكادت أن تخلق أزمة دبلوماسية بين المغرب واسبانيا بفضل يقظة سكان الفايسبوك.

وفي أقل من سنة قضية أخرى تدحرجت ككرة ثلج بين حسابات نشطاء الفايسبوك المغاربة وتتعلق بفضيحة ملعب الرباط لكرة القدم حيث أثارت صور أرضية الملعب التي أغرقتها مياه الأمطار أمام أنظار كاميرات وسائل الإعلام عبر العالم التي كانت حاضرة لتغطية مباراة دولية جمعت فريقا استراليا بفرق مكسيكي. فعمد عمال الملعب إلى استعمال وسائل بدائية لتجفيف الملعب. وهو ما اعتبره المغاربة فضيحة أخجلتهم أمام العالم فكانت النتيجة أن فتح تحقيق رسمي كشف عددا من الاختلالات في صفقة تجهيز الملعب بعشب رديء وهو ما نتج عنه ولأول مرة في حكومة الربيع العربي إقالة وزير الشباب والرياضة محمد أوزين المسؤول المباشر عن الفضيحة.

وثارت عاصفة هوجاء في يوليو 2015 قضية "فتيات التنورة" في مدينة انزكان ضواحي أكادير جنوب المغرب وهما فتاتان ألقت الشرطة عليهن القبض اثر خلاف مع تجار سوق لم يستسيغوا ارتداؤهن تنورة فاعتبروها مخلة بالآداب وبتعاليم الدين والحشمة. فانطلقت في الفايسبوك وبمباركة منظمات المجتمع المدني والحقوقي حملات تضامن مع الفتاتين بشعار "صايتي حريتي" أي تنورتي حريتي وأعقب ذلك عشرات الوقفات الاحتجاجية في عدة مدن مغربية أنتهت بمحاكمة تجند لها أكثر من 1000 محامي مغربي وانتهت ببراءة الفتاتين.

ونجح ناشطو الفايسبوك في حملة تضامن مع فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعرضت لاغتصاب نتج عنه حمل فولادة وحظيت صور حملها ووليدها تعاطفا شديدا انتهى بمبادرة نشطاء إلى فتح اكتتاب عام على موقع "كوتيزي" لجمع التبرعات ومشاركة الرابط مع أكبر قدر ممكن من الحسابات الفايسبوكية بهدف جمع مبلغ 25 ألف يورو لاقتناء شقة للضحية المعاقة. وكان نتيجة الاهتمام الكبير لمغاربة الفايسبوك بهذه القضية أن بادرت إحدى شركات العقار إلى التبرع بشقة تكلفت شركة تجهيز أخرى بتجهيزها بالمجان فيما وضع المبلغ الذي جمع عبر موقع كوتيزي في وقت قياسي في حساب الضحية لأجل تجهيز مشروع تجاري لصالحها.

وفي رد فعل فايسبوكي وصف بالأشرس والأعنف من نوعه كان حول تصريحات الوزيرة المغربية شرفات أفيلال وزيرة الماء والبيئة حول معاشات الوزراء والبرلمانيين قالت أن هذا نقاش شعبوي وأن معاشات الوزراء هي فقط "زوج فرانك" وهي عبارة يستعملها المغاربة عادة للتقليل من شأن مبلغ معين، في حين أن مبلغ معاش البرلماني الذي قصدته الوزيرة وهو 8000 درهم حوالي 900 دلار هو يعادل ضعف "السميك" أربع مرات في المغرب ووصل الاستياء العام من الوزيرة حد إطلاق عريضة شعبية وقعها مئات الآلاف من مغاربة الفايسبوك تطالب الحكومة المغربية بمراجعة نظام المعاشات الذي يثقل كاهل ميزانية البلاد واعتبار مهمة البرلماني مهمة انتدابية محدودة الزمن وليس مهنة تستوجب معاشا طوال العمر ونفس الشيء ينطبق على الوزراء وكبار المسؤولين المغاربة.

وأمام الضغط الشعبي الكبير الذي مارسه الفايسبوك في هذه القضية التي تناسلت حولها عشرات "الهاشتاغات" أشهرها "هاشتاغ" #زوج فرنك اضطرت أحزاب سياسية إلى إدراج بند تعديل نظام المعاشات في برامجها فيما التزم سياسيون كبار الصمت تجاه القضية مخافة غضبة فايسبوكية تضعهم في الواجهة وقام آخرون بإعلان استعدادهم للتنازل عن معاشاتهم في حال سن المشرع المغربي لقانون يتيح هذا الأمر. وهو ما فسره مراقبون برغبة من هؤلاء في كسب ود سكان الفايسبوك واستمالتهم. وهي القضية التي ما تزال تفاعلاتها مستمرة رغم أنها عرفت تجاوزات وصلت حد تهديدات تلقتها الوزيرة حسبما صرحت به حول زلة لسان أحالت حياتها إلى جحيم وطرحت موضوعا شائكا للنقاش مؤكد لا يروق أعضاء الحكومة و"جيوش البرلمانيين المستفيدين من ريع المعاشات"، على حد قول الفايسبوكيين المغاربة.

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 183 تاريخ : شنبه 29 اسفند 1394 ساعت: 0:21

كجزء من المشروع الدولي "التعبير عن مكنون النفس"، نجح المصوّر الفرنسي المشهور مارك هونلي في التقاط صور لواحد وخمسين طالب لجوء يقطنون في ملاجئ للحماية المدنية في كانتون جنيف. لكن هذه الصور التي كانت تعرض في ساحة عامة بمدينة جنيف لم تقاوم طويلا دوس الاقدام وعوامل مناخية، ما جعل المنظمون يفكّرون في نقلها إلى مؤسسة مخصصة للعروض الفنية. 

هل هذا مظهر من مظاهر رفض المهاجرين والاجانب، أم نتيجة حتمية لوضع هذه الصور في أماكن يمرّ عبرها الراجلون ووسائل النقل؟ في الليلة التي تلت يوم الثلاثاء 15 مارس الجاري، اليوم الذي شهد وضع هذه الصور في تقاطع الطرقات بحي بلانبالي (وسط مدينة جنيف)، مُزّقت صور، واُتلفت أخرى بالكامل من طرف المارّة أو بسبب الأمطار. وبحسب ملتقط هذه الصور، المصوّر مارك هونلي، -الذي فاز لمرتيْن بجائزة أفضل صورة صحفية سويسرية- ما حدث هو نتيجة تصرّفات متعمدة من عنصريين، وقد حاول هذا المصوّر تدارك ما حدث من خلال وضع صور جديدة على الأرض. ومع ذلك، وبعد سويعات قليلة، مزّقت تلك الصور مرة أخرى. (أنظر معرض الصور).   

وأوضحت منسقة المشروع المدعوم من طرف مؤسسة الرعاية العامة بكانتون جنيف أن هذه الأفعال المسيئة هي جزء مما يهدف إلى إيضاحه هذا المشروع. وأشارت جيسيكا طبري، المعالجة بالفن: "كنا على وعي بإمكانية التعرّض لما حدث فعلا. وصور الأشخاص هذه، بمجرّد وضعها في الساحة العامة، أصبحت ملكا للعموم، كما هو في التصوّر الأساسي لهذا المشروع". ولكن هل كان من المعقول، ومن المنطقي أخلاقيا إعطاء فرصة للمارة للمشيء بأقدامهم على رؤوس ووجوه أولئك الذين سبق لهم أن عانوا كثيرا في حياتهم بالمنافي؟ وأن يحدث هذا الامر في إطار أسبوع التوعية ضد العنصرية؟ ويبقى السؤال مطروحا حتى لو كانت هاته التظاهرة في الساحة العامة ليست العمل الوحيد الذي يتضمّنه هذا المشروع. 

وهذه الصور من المنتظر أن تجد حياة جديدة لها خلال معرض فنّي سيفتتح الاسبوع المقبل في غاليري  "القبو" (La Cave). وستنضاف إليها صور شخصية إلتقطها طالبو اللجوء بأنفسهم في مواقع مختلفة من المدينة، وصور اخرى لطالبي اللجوء أنجزتها المصوّرة جوليات روشباخ خلال لقاء جمع هؤلاء مع أصحاب مهن مختلفة في المدينة منهم رجال الحماية المدنية وضباط شرطة ومجموعة من الراقصات.

(النص فريديريك بيرنو، والصور: مارك هونلي وفريديريك بيرنو)

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 219 تاريخ : پنجشنبه 27 اسفند 1394 ساعت: 21:21

أجهزة الأمن المصرية تفرض طوقا أمنيا على محيط أكاديمية الشرطة بالقاهرة حيث تجري محاكمة محمد مرسي، أوّل رئيس مصري منتخب، ومجموعة من أنصاره يوم فاتح فبراير 2014، بعد انقلاب الجيش على الحكم المدعوم من الإسلاميين.        (Keystone)

أجهزة الأمن المصرية تفرض طوقا أمنيا على محيط أكاديمية الشرطة بالقاهرة حيث تجري محاكمة محمد مرسي، أوّل رئيس مصري منتخب، ومجموعة من أنصاره يوم فاتح فبراير 2014، بعد انقلاب الجيش على الحكم المدعوم من الإسلاميين.       

(Keystone)

شهدت مدينة اسطنبول التركية مؤخرا ورشة لافتة للنظر بادرت بتنظيمها "مؤسسة قرطبة بجنيف" تحت عنوان " تفاعل الدين والسياسة في الشأن العام : تعزيز التعايش السلمي والتخفيف من حدة التوتر بين التوجهات الممثلة لرؤى كونية مختلفة". وتكمن أهمية اللقاء في كونه جمع خبراء وسياسيين ونشطاء مجتمع مدني من تيارات دينية وعلمانية متعددة المشارب، قدموا من دول عربية بعضها مغاربي والبعض الآخر مشرقي، لكن ما يجمعهم هو البحث عن صيغ تمكنهم من تحقيق الحد الآن من التعايش رغم اختلافاتهم السياسية والدينية والمذهبية والأيديولوجية.

تأتي هذه الورشة في مرحلة صعبة يمر بها العالم العربي بشكل عام، وخاصة الدول التي تعرضت لهزات قوية نتيجة الحراك الاحتجاجي الذي أطاح بأربع رؤساء دول في وقت قياسي مما فتح الأمل في انطلاق ربيع ديمقراطي عربي، لكن سرعان ما اختلطت الأوراق لتجد هذه البلدان نفسها أمام تحديات خطيرة يصعب التكهن بمآلاتها. وقد ورد في خلفية الورقة التي أعدتها مؤسسة قرطبة أن هذه الإضطرابات السياسية أدت إلى "رسم خارطة المشاركة السياسية في الفضاء العام وفي الميدان الفكري" وفي "دخول فاعلين ذوي مرجعية دينية في حقل العمل السياسي".

مبادرة أهلية ودعم رسمي

تكتسب هذه المبادرة مزيدا من الأهمية نظرا للدعم الذي لقيته مؤسسة قرطبة من قبل وزارة الخارجية السويسرية، حيث تعتبر سويسرا من الدول القليلة التي تعمل على تقديم الدعم السياسي لمختلف الشعوب التي تمر بأزمات داخلية من شأنها أن تهدد سلمها الأهلي. فانطلاقا من مبادئ دستورها وثوابت سياستها الخارجية تعمل سويسرا من أجل دعم السلام والتعايش في العالم بدون شروط مسبقة أو إملاءات سياسية. ومن هذا المنطلق يشجع السويسريون على تشجيع الحوار الإسلامي العلماني بدول المنطقة من أجل توصل مختلف التيارات إلى قاسم مشترك يحقق الالتقاء بينها حول فضاء مدني مشترك لا يقصي الدين، ولكنه في الآن نفسه يعمل على إدماج الفاعلين الدينيين في الحياة العامة وفي النظام السياسي الديمقراطي.

اعتمدت الورقة التي أعدتها "مؤسسة قرطبة" لتبرير اختيارها لموضوع الورشة على مقارنة بين نتائج استطلاعين للرأي العام العربي أنجزهما "المؤشر العربي" حول مواقف الجمهور من فصل الدين عن السياسة. ففي خلال سنة 2011، وافق 43 بالمائة على فصل الدين عن السياسة مقابل اعتراض 43 بالمائة. لكن في سنة 2015 أظهر الاستطلاع موافقة 52 بالمائة في حين اعترض على ذلك 43 بالمائة. فكانت الخلاصة كما ورد بورقة المؤسسة أن "المواقف المعتدلة إزاء هذه المسألة تطورت خلال السنوات الأربع الأخيرة"، لكن العلمانيين والإسلاميين تبادلا الإتهامات لتفسير هذا التغير الذي طرأ على مواقف الرأي العام.

وبناء على ذلك اعتبرت "قرطبة" أن الهدف من المشروع الذي تتولى تنفيذه حاليا هو السعي إلى "المساهمة في بناء مجتمعات سلمية وتشاركية وغير إقصائية بشمال إفريقيا للتخفيف من حدة التوترات بين العلمانيين والإسلاميين في المنطقة، وتقليص العوامل التي تؤدي إلى الإقصاء السياسي للفاعلين من ذوي المرجعية الدينية".

وبالإستناد إلى نتائج ورشة نظمتها المؤسسة خلال سنة 2013 عن "تعزيز المشاركة السياسية للأحزاب ذات المرجعية الدينية"، التي أجمع المشاركون فيها على أن "الإستقطاب الحاد قد يؤدي إلى الفوضى السياسية والاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى بدورها إلى الدكتاتورية"، يعتقد المشرفون على مؤسسة قرطبة بأن "فشل القيادات السياسية في القطبين الديني والعلماني أدى إلى حرب أهلية في ليبيا واليمن، وانقلاب عسكري في مصر وانتقال متوتر للغاية في تونس".

فشل القيادات السياسية في القطبين الديني والعلماني أدى إلى حرب أهلية في ليبيا واليمن وانقلاب عسكري في مصر وانتقال متوتر للغاية في تونس

من أجل فضاء مدني للتعايش

ما دار في مدينة اسطنبول عكس إلى حد ما حجم الاختلاف الذي لا يزال قائما بين طرفي المعادلة الدينية والعلمانية. فالذين شاركوا في الحوار من منطلق ديني أبدوا رفضهم لكل محاولات الفصل بين الدين والسياسة انطلاقا من اعتقادهم بأن ذلك من شأنه أن يبعد الإسلام عن الحياة، في حين أكد العلمانيون على المخاطر المحدقة بالحريات وبمصالح الشعوب من جراء تسييس الدين واحتمال هيمنته على مفاصل الدولة. 

في المقابل، أعطت المناقشات التي كانت حرة وصريحة بعض الثقة والأمل في إمكانية تحقيق قدر من المصالحة بين الديمقراطية والدين، وذلك من خلال التأكيد على أن الديمقراطية ليست دينا بديلا، وإنما هي إطار سياسي ينظم عملية التداول السلمي على السلطة ويوفر فضاء مدنيا يمكن أن يتعايش داخله الجميع. ولكي يتحقق ذلك على جميع الأطراف القيام ببعض التنازلات التي من شأنها أن تساعد على تأسيس فضاء مشترك.

في سياق الورشة، حظيت التجربة التونسية بالاهتمام والنقاش رغم الثغرات العديدة التي لا تزال تشكو منها. إذ أنه على الرغم من حدة الصراعات التي دارت ولا تزال بين الإسلاميين وجزء واسع من النخب العلمانية، إلا أن الحالة السياسية العامة حافظت على تماسكها بفضل اعتماد الحوار أسلوبا أساسيا في فض الخلافات. ومما أعطى لأسلوب الحوار جدوى وسلطة هو ربطه بشكل إيجابي بقيمتين أساسيتين، أولهما تجنب اللجوء إلى العنف مهما تباعدت الآراء، وثانيا الإستناد على قيمة التوافق بعيدا عن منطق الغلبة العددية والتهديد بإشاعة الفوضى.

العلمانية .. مفهوم إشكالي

في سياق متصل، تم عرض التجربة التركية التي ما كان لها أن تصمد وتعطي بعض النتائج الإيجابية لولا احترام قواعد النظام الديمقراطي وإنجاز عديد الإصلاحات المؤسساتية. وضمن محور تقديم تجارب ناجحة ولو نسبيا في مجال التعايش السلمي بين القوى السياسية والمدنية، تم أيضا التوقف عند ملامح التجربة المغربية التي شارك في الحديث عنها ممثلون عن حزب العدالة والتنمية وجماعة "العدل والإحسان"، إلى جانب شخصيات علمانية من بينهم حقوقي أمازيغي دافع عن الهوية الأمازيغية في مجتمع تعددي. وتعتبر هذه المسألة من التحديات التي تواجه شعوب المنطقة بشمال إفريقيا وبالأخص الجزائر.

ويبقى التحدي الكبير الذي دار حوله نقاش طويل منذ سنوات طويلة، ويتعلق بتحديد مفهوم العلمانية ومدى اعتبارها الصيغة الأفضل لحماية التعايش. ورغم الجدل المستمر حول مضمون هذا المصطلح إلا أن المشاركين في ورشة اسطنبول اتفقوا على مسألتين هامتين. الأولى أن العلمانية لا تعني العداء للأديان ولا تقديم نفسها كبديل عن الدين. بل هي على العكس من ذلك منظومة تجعل من بين أهدافها وآلياتها حماية معتقدات الجميع وضمان حرية التدين. أما المسألة الثانية فتتمثل في أن اللائكية الفرنسية ليست الصورة الجامعة لمفهوم العلمانية، وأن هناك علمانيات متعددة ومختلفة عن بعضها البعض.

ختاما، تندرج ورشة اسطنبول التي نظمتها مؤسسة قرطبة ضمن الجهود السويسرية الجدية لتعزيز الجهود في سبيل ترسيخ الديمقراطية والتعايش بين الجميع، إلى جانب تقديم الدعم لإنقاذ الملامح الضعيفة لما تم تسميته بـ "الربيع العربي" من انتكاسة شاملة قد تُلقي بظلالها القاسية والكالحة على هذه المنطقة من العالم.     

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 194 تاريخ : پنجشنبه 27 اسفند 1394 ساعت: 16:57

غروب الشمس على ضفاف بحيرة زيورخ: يبدو أن السويسريين من بين أسعد الناس في العالم، على الأقل طبقا لما توصل إليه تقرير السعادة العالمي لعام 2016. (Keystone)

غروب الشمس على ضفاف بحيرة زيورخ: يبدو أن السويسريين من بين أسعد الناس في العالم، على الأقل طبقا لما توصل إليه تقرير السعادة العالمي لعام 2016.

(Keystone)

أزاحت الدنمارك سويسرا عن المرتبة الأولى في ترتيب تقرير السعادة العالمي الذي عُرضت تفاصيله يوم الأربعاء 16 مارس 2016 في روما في إطار الإحتفال باليوم العالمي للسعادة الذي تحييه الأمم المتحدة يوم 20 مارس من كل عام.

التقرير الذي أعدته "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة التي تأسست سنة 2012 وتضم في صفوفها مراكز البحث والجامعات والمعاهد التقنية من أجل المساعدة في إيجاد حلول لبعض المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحا في العالم، جاء حصيلة لتحليل الأوضاع السائدة في 157 بلدا مع الأخذ بعين الإعتبار لثمانية وثلاثين مؤشرا بدءا بالنظام السياسي ومرورا بمستوى الفساد في المجتمع وأوضاع التعليم وانتهاء بالنظام الصحي.

الجديد في هذا التقرير الرابع (نُشرت التقارير الثلاثة السابقة في أعوام 2012 و2013 و2015) يتمثل في أنه يقيس ويأخذ بعين الإعتبار أيضا النتائج المترتبة عن التفاوت في توزيع الرفاهة والثروة. 

مرة أخرى، ظهر من خلال النتائج التي شملت الفترة الممتدة من 2013 إلى 2015، وجود منافسة بين رباعي يتشكل من الدانمارك وإيسلندا والنرويج وسويسرا، وهي بلدان سجلت حضورها باستمرار في المراتب العليا من الترتيب.

وفي هذه السنة، نجحت الدنمارك (التي جاءت ثالثة في المرة السابقة) في الإطاحة بسويسرا من القمة حيث اكتفت الكنفدرالية بالمرتبة الثانية متبوعة بالبلدين الآخرين من شمال أوروبا. وباستثناء أستراليا ونيوزيلندا وكندا، تُوجد جميع الدول التي تحتل المراتب العشر الأولى من الترتيب في القارة الأوروبية.  

في الأثناء، لم يؤثر التوافد الكبير للمهاجرين على القارة العجوز منذ صيف 2015 أو العمليات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في بعض بلدانها على الإحساس العام بالسعادة، حيث احتلت فرنسا المرتبة 32 (29 في عام 2015)، وتقدمت النمسا بدرجة واحدة لتحتل المرتبة 12، فيما سجلت ألمانيا قفزة هائلة إلى الأمام انتقلت بها من المرتبة 26 إلى السادسة عشرة (16). أما إيطاليا، فقد حافظت على موقعها في المرتبة الخمسين.

بعض الدول العربية احتلت مراتب متقدمة في الترتيب كالإمارات (28) والسعودية (34) وقطر (36) والجزائر (38) والكويت (41) والبحرين (42). في المقابل، ظلت العديد منها في وسط الترتيب على غرار ليبيا (67) والصومال (76) والأردن (80) والمغرب (90) ولبنان (93) وأرض الصومال (97) وتونس (98). أما البلدان العربية التي جاءت في مراتب متأخرة من هذا التصنيف فهي الأراضي الفلسطينية (108) والعراق (112) ومصر (120) وموريتانيا (130) والسودان (133) وسوريا (156). 

على كل، إذا ما تم الإقتصار على اعتبار العوامل التي أخذت بعين الإعتبار في إعداد التقرير، تظل البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى المنطقة الأقل إحساسا بالسعادة في العالم حيث صنفت ثمانية بلدان منها ضمن العشر الأواخر، فيما احتلت البوروندي مؤخرة الترتيب مسبوقة بسوريا.  


(نقله إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)



وصلات

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 345 تاريخ : چهارشنبه 26 اسفند 1394 ساعت: 19:26

العديد من المحلات التجارية في الولايات المتحدة، تختص ببيع ساعات سويسرية من الدرجة الثانية مثل ساعات "تورنو".   (AFP)

العديد من المحلات التجارية في الولايات المتحدة، تختص ببيع ساعات سويسرية من الدرجة الثانية مثل ساعات "تورنو".  

إخراج الساعات الجديدة من مخازنها لبيعها في الأسواق الموازية التي لا تحظى بثقة كبيرة من الأشياء المسكوت عنها في دوائر صناعة الساعات السويسرية. مع ذلك، تشهد هذه الظاهرة نموا مضطردا. أما السبب فهو ركود تجاري في بعض المناطق من العالم، وتزايد السلع المخزنة التي لا تجد مشترين لها في الأسواق المعتادة.

يتركّز جهد موريس غولدبرغر، مؤسس الشركة الكندية شيرون إنك، ومديرها التنفيذي، الذي يلقبه العاملون في قطاع الساعات بـ "المنظّف البارع" على الترويج للساعات الراقية والثمينة التي لا تجد مشترين، وتلقى أعماله نجاحا كبيرا. اقتنى غولدبرغر في عام 2015 ما قيمته 500 مليون يورو من السلع الفاخرة الجديدة التي لم تفلح الشركات المصنعة في بيعها ضمن مسالك الأسواق الرسمية، وخصص 150 مليون فرنك منها للساعات والمجوهرات. وفي مقابلة عبر الهاتف مع swissinfo.ch، قال إنه "مستبشر بعام 2016 الذي شهدت فيه أعماله حتى الآن نجاحا باهرا. وينتظر أن يستمر الأمر على هذا الحال خلال السنوات المقبلة". 

ويسافر موريس غولدبرغر بإنتظام إلى سويسرا للتفاوض بشأن صفقات تجارية مع العاملين في قطاع الساعات، في تكتم شديد، لأنه رغم لجوء العلامات التجارية إليه أكثر فأكثر، تحرص في نفس الوقت على أن يظّل ذلك بعيدا عن الأنظار. كما يلتزم غولدبرغر التحفّظ في الإعلان عن هوية الذين يزوّدونه بتلك السلع، كما يتجنّب وضع ساعات ثمينة في معصمه، لتجنّب أي سوء فهم. وعلى موقعه الإلكتروني، لا توجد سوى ثلاثة عناوين – في مالطا، والولايات المتحدة وكندا – إلى جانب حساب بريد كتروني يردّ من خلاله على الأسئلة الموجهة إليه على الفور تقريبا.

عندما تتراكم المخزونات، تشغل مبالغ مالية كبيرة كان بالإمكان استثمارها في اقتناء معدات جديدة أو تطوير نماذج إنتاج أخرى

موريس غولدبرغر

وحرصا منها على ميزة التفرّد الملازمة لمنتجاتها، تبدو شركات الساعات، واعية بالمخاطر التي تشكلها هذه الممارسة على سمعة منتجاتها. ويشير فرنسوا كورفوازييه، الأستاذ المتخصص في تسويق الساعات بالمدرسة العليا بحوض الجورا (برن – نوشاتيل  - الجورا) إلى أن "الإحاطة، والخبرة والتجربة، وجودة الخدمات في محلات البيع المعتادة مهمّة جدا للحفاظ على مكانة العلامة التجارية. وهناك خوف حقيقي من فقدان القدرة على التحكم عند بيع الساعات الجديدة عبر الأسواق الموازية وبأسعار منخفضة".  

في أمريكا الشمالية خصوصا

 مع ذلك، يعتقد موريس غولدبرغر بأنه يضطلع بدور مهم ورئيسي داخل دواليب هذه التجارة، ويقول: "الساعات التي لا تجد من يقتنيها هي حقيقة لا جدال فيها، ولا تسلم شركة من هذه الظاهرة. وعندما تتراكم هذه المخزونات، تشغل مبالغ مالية كبيرة كان بالإمكان استثمارها في اقتناء معدات جديدة أو تطوير نماذج إنتاج أخرى، على سبيل المثال ". والعمل الذي يضطلع به موريس غولدبرغر، كان دائما موجودا، لكنه توسّع أكثر مع تسارع تحديث المجموعات المنتجة، والطفرة الحاصلة بسبب التسويق عبر الإنترنت، والأتمتة المتزايدة لعمليات انتاج الساعات الراقية، حتى أصبح مقابل كل ساعة مصنّعة في سويسرا، تباع أربع ساعات أخرى في السوق الموازية بأسعار مخفّضة". 

إلى جانب هذه التغييرات الهيكلية، ينضاف عامل الدورة الإقتصادية، حيث تواجه مبيعات الساعات تباطؤا غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة المالية في عام 2008. وهنا الأسباب متعددة: ركود اقتصادي في الصين، وحروب في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، وتراجع الكبير لأسعار النفط، والفرنك القوي،... ويشير موريس غولدبرغر إلى أن "الكثير من التجار لم يضعوا في حسبانهم مسبقا التغيرات الجيو- سياسية، فتراكمت لديهم مخزونات كبيرة لم تجد من يقبل عليها، وتفقد هذه المخزونات جاذبيتها مع مرور الوقت، وهذه مشكلة بالنسبة للعلامات التجارية، لأن بائعي التجزئة لا يكون لديهم ما يكفي من المال أو من مساحات التخزين لإقتناء مجموعات جديدة". 

 وفي هذه اللحظة التي تتراكم فيها المخزونات من الساعات في هونغ- كونغ أو في الصين، تجد العديد من الساعات شديدة الدقة والفاخرة طريقها للعرض على قارعة الطريق في الولايات المتحدة وفي كندا. وحول هذه الظاهرة، يقول رجل الأعمال الكندي: "يشهد نشاطنا نموا كبيرا في أمريكا الشمالية على وجه الخصوص. حيث يعتبر اشتراء ساعة، قد يرى البعض أنه تجاوزها الزمن نسبيا، بأسعار منخفضة اختيارا ذكيا. أما في أوروبا أو في آسيا، فيجد المستهلك صعوبة في تقبل ذلك، لأن الناس هناك ليس لديهم قدرة على الإقرار بأنهم يفتقرون إلى الإمكانيات لاقتناء سلع جديدة بأسعار غير مخفّضة". 

التمييز بين الأصلي والمزيّف

 في بيل/ بيان، إحدى المدن السويسرية المعروفة بصناعة الساعات، تؤكّد الفيدرالية السويسرية لصناعة الساعات أنه ليس لديها أي "علم على وجه التحديد" بوجود هذه الظاهرة التي تشهد نموا مستمرا و"رسميا، لا وجود لظاهرة تفريغ المخزونات"، بحسب الفيدرالية. ويصل الامر ببعض الشركات إلى حد إلزام وكلائها بتوقيع عقود تحظر عليهم فعل ذلك"، ولكن ميشال أرنو، رئيس قسم المنتجات المزوّرة بالفدرالية السويسرية لصناعة الساعات يعترف: "نحن نرى أن ما يحدث في الواقع غير ذلك". 

بالنسبة لمحبي الساعات الراقية والدقيقة، والذين لا يمتلكون بالضرورة أرصدة مالية كبيرة في حسابات مصرفية، اقتناء ساعة راقية بنسبة تخفيض تصل إلى 30 أو 40 او حتى 50%، وربما أكثر، تمثّل بالنسبة لهم فرصة لا تعوّض. ولكن ميشال أرنو، يقول محذّرا: "في الاسواق الموازية، او في المخازن، تختلط السلع الأصلية بالسلع المزوّرة أو المستنسخة، ولقد ثبت لدينا هذا، الأمر صعب جدا بالنسبة للزبائن، حتى لو كانوا يمتلكون معرفة دقيقة بالمنتجات المعروضة. ونفس الشيء بالنسبة للساعات المسروقة التي يروّج لها عبر مسالك الأسواق الموازية.

«لازلنا بعيدين جدا، إذ لا تزال صناعة الساعات السويسرية تتمسّك بتقاليد التحفّظ والتكتّم، ولكنها اليوم مدعوّة إلى إبداء شفافية أكبر»

فرنسوا كورفوازييه

وعلى الإنترنت، حيث توجد مواقع بيع الساعات السويسرية المزيّفة، تكون المخاطر أكثر جسامة، يحذّر ميشال أرنو: "عدد كبير من هذه المواقع يعرض للبيع ساعات باعتبارها منتجات مستعملة أو من السوق السوداء، بينما هي في الحقيقة منتجات مزيّفة لا أكثر". أما بالنسبة لموريس غولدبرغر، فيؤكّد أن جميع مبيعاته تمرّ عبر القنوات الرسمية، وفي الأماكن التي تحبّذها العلامات التجارية نفسها، ويضيف: "أنا لا أغذي السوق الرمادية"، ولكن ماذا عن السلع التي تباع عن طريق الإنترنت؟ يقول رجل الأعمال الكندي: "هناك الآلاف، إن لم يكن العشرات من الآلاف من مواقع التجارة الإلكترونية، ولكن ربما مائة منها فقط تحظى بسمعة مناسبة. أنا لا أتعاون إلا مع هذه الأخيرة".

 المطالبة بالشفافية

 لكن تعدّد مسالك بيع الساعات السويسرية، بدءً بالباعة في السوق الرمادية، غير المعتمدين بشكل رسمي، ولكن مسكوت عنهم، مرورا بالسلع المستعملة، والتي هي في الحقيقة ليست كذلك، بل وأخطر من ذلك، حيث تعرض للبيع ساعات مزيّفة تشبه أكثر فأكثر إلى الأصل. ويشير فرنسوا كورفوازييه إلى أنه "إذا قارنا على سبيل المثال سوق الساعات وسوق السيارات، نجد أن السوق الاولى متأخرة نسبيا في ما يتعلّق ببيع المنتجات المستعملة عبر الأسواق الموازية وعبر الإنترنت على وجه الخصوص". 

ومما يمكن القيام به على سبيل المثال وضع قائمة بنقاط البيع المعتمدة من الماركات التجارية او تقديم نوع من الخدمات الاستشارية لصالح المشتري في مجال صناعة الساعات. وهكذا يمكن للمستهلك وضع تقييم للبائع بحسب جودة المنتوج ومستوى الخدمة المقدّمة عقب عملية الإشتراء. وهنا يشدّد فرنسوا كورفوازييه: "لازلنا بعيدين جدا .. إذ لا تزال صناعة الساعات السويسرية تتمسّك بتقاليد التحفّظ والتكتّم، ولكنها اليوم مدعوّة إلى إبداء شفافية أكبر".

 وصول الساعات منخفضة الأسعار إلى سويسرا

يقدّم موحا سمراوي، مؤسس ورئيس موقع grooptoo.ch نفسه طوعيا في وسائل الإعلام بكونه "روبن هود في مجال الساعات". ومن خلال منصة البيع التي يديرها على الإنترنت، نجد من بيْن السلع المختلفة المعروضة والمنخفضة الأسعار ساعات قيّمة، تمثّل قرابة 20% من أرقام مبيعاته. وأوضح هذا البائع السويسري من أصل مغربي كيف انه "يحصل من أصحاب مخازن في بلدان أجنبية كالولايات المتحدة على وجه الخصوص على سلعه ليبيعها إلى مشترين سويسريين بتخفيضات تصل عموما إلى 40% او حتى 60%".

ورغم أن هذه السوق الرمادية تظل قانونية، فإن العاملين في صناعة الساعات لا يحبّذونها. وتصل موحا سمراوي بإنتظام رسائل مضمونة الوصول عبر رجال قانون، وايضا رسائل تهديد وكذلك زيارات مباشرة من قبل ممثلي العلامات التجارية لمطالبته بسحب منتجاتهم من موقعه الإلكتروني. ويؤكّد موحا سمراوي أن "هذه الضغوط قد أثنت العديد من رجال الأعمال على ممارسة هذه التجارة خوفا من ردود فعل انتقامية. ولكننا قاومنا ذلك، والآن تتصل بنا بعض العلامات التجارية مباشرة، وتعرض علينا ساعاتها بأثمان مخفّضة".

ويعترف صاحب موقع grooptoo.ch بأن السويسريين لا يزالون مترددين في شراء ساعات تصل قيمتها إلى عدة آلاف فرنكات عبر الإنترنت. "على الرغم - يضيف سمراوي - من أن جميع هذه الساعات معتمدة، وتتوفّر على جميع الضمانات التي تتوفّر للساعات التي تباع في المتاجر"، لكنه يظل واثقا من نجاح أعماله في المستقبل، ويقول: "بعض هواة الساعات الجميلة بدأوا يتذمّرون من دفع مبالغ باهضة مقابل منتجات لا تزيد تكلفة انتاجها عن 10 إلى 15% من أسعار البيع الرسمية. وتدريجيا نحن قادرون على كسب ثقة الزبائن الرواد في هذا المجال".


(نقله من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 238 تاريخ : چهارشنبه 26 اسفند 1394 ساعت: 19:26

من رحم فكرة العودة، نبت بذرة الإندماج، ومن الشعور بهشاشة الموقف، انبعثت مبادرة إنشاء "المؤسسة العلمية السويسرية للبلدان النامية" على يد ثلّة من الكوادر والأطر العربية المقيمة بسويسرا، لتحقيق أهداف وطموحات غاية في النبل والجدّية.

وفي قطيعة كاملة مع أدبيات نزيف الأدمغة وهجرة العقول، يحاول القائمون على هذه المؤسسة تدشين وضع جديد يتحوّل فيه الشعور بما يسميه الدكتور جواد الزيير، رئيس هذه المؤسسة في حديث إلى swissinfo.ch "عدم التكامل الإندماجي" إلى نقطة قوّة تستغلّ في تحقيق المصالح المشتركة لسويسرا والبلدان النامية.

والمقصود هنا بالدول النامية بحسب الدكتور خالد أبو حديد، أستاذ الكيمياء بجامعة زيورخ، والعضو المؤسس لهذه الهيئة "ليس الدول الفقيرة، بل البلدان المنخرطة في جهود التطوير لكن ما تزال في بدايات ذلك المشوار".

ومن الأكيد أن الكثير من العقول العربية المهاجرة في الغرب لها طموح قوي للمشاركة في الإرتقاء بأوطانها الأصلية بفضل ما كسبته من علوم وتجارب وخبرات. ومن الممكن أن توفر مؤسسة من هذا القبيل الإطار الامثل لاحتضان الذين لا يستطيعون منهم العودة أو الإستقرار في بلدانهم الأصلية.

أهداف متنوعة ومتوازنة

إنجاح هذا التعاون المرجو بين سويسرا والبلدان النامية، بحسب الدكتور الزيير تطلّب "وضع أهداف مشتركة، ومصالح متوازنة، ومفاهيم متفق عليها". وفي الواقع، تبدو كل هذه الشروط متوفّرة: فسويسرا أبدت بأكثر من طريقة وفي أكثر من مناسبة رغبتها في مساعدة البلدان السائرة في طريق النموّ على المستويات العلمية والإقتصادية والاجتماعية. في المقابل، فإن البلدان النامية، والعربية منها بوجه خاص، في حاجة ماسّة إلى هذه المساعدة.

التعليم هو البوابة الرئيسية لتغيير الأوضاع في البلدان النامية، ومن المؤكّد أن التبادل العلمي بين سويسرا وبلدان العالم الثالث سيكون مفيدا للطرفيْن

الدكتور خالد أبو حديد

لهذه الأسباب مجتمعة، حدّدت هذه المنظمة غير الحكومية كأهداف رئيسية لها: تشجيع نقل المعارف والعلوم والخبرات من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، وبناء شراكات قوية والتشبيك بين الهيئات العلمية والمؤسسات الصناعية والتجارية على الجهتيْن، ووضع  مستشارين وفنيين متمكنين من تخصصاتهم على ذمّة المستثمرين وأصحاب المشروعات الراغبين في الإنتقال للإستثمار في بلدان الجنوب.

كما يعمل القائمون على "المؤسسة العلمية السويسرية للبلدان النامية" من أجل انشاء هيئة محايدة وموثوقة تتكفّل بتيسير التواصل وعمليات التفاوض، وإزالة أي عوائق أمام تدفّق الإستثمارات، وإرساء مناخ من التفاهم يمنع أي تنازع ويحقق أهداف الطرفين. وهنا بالذات سيكون لهذه المنظّمة دور حيوي نظرا للإزدواج الثقافي الذي تتمتع به الكوادر المشرفة عليها.

ويشرح الدكتور جواد الزيير أهمية هذه الميزة فيقول: "عموما هناك حساسية في التواصل بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة، فالبلدان النامية تتوجّس خيفة من البلدان المتقدّمة للشروط التي تضعها عند تقديم أي مساعدة، ولأن أعضاء مؤسستنا لهم القدرة على فهم العقلية الأوروبية، ومن ضمنها العقلية السويسرية، وفي نفس الوقت لديهم إحاطة وتمثّل لثقافة البلدان النامية التي ينحدرون منها، فهم الأقدر على لعب دور التجسير بين الطرفيْن".

كذلك من الاهداف الرئيسية المرجوة من إنشاء هذه المؤسسة "تسهيل اندماج أعضائها الذين هم من ذوي الكفاءات العلمية والخبرات العالية وجعلهم منتجين على كلا الجانبيْن".

مجالات تحظى بالأولوية

رغم الطابع العام والشامل لأهداف هذه المنظمة، والسبب بسيط برأي المسؤول الأوّل بها "باعتبار أن المعنيين بها لا يمكن حصر كفاءاتهم في مجال دون آخر، وهم موجودون في كل الجامعات، ويغطون كل التخصصات، ويعملون في كل الشركات، وترك الأهداف هكذا عامة يترك المجال مفتوحا امام أي كفاءة تريد الإنخراط فيها".

لكن هذا لم يمنع منح الأولوية، على الأقل في هذه المرحلة، إلى المجال الصحي، وخاصة مسألة مكافحة الأمراض الفتاكة، وفي مرحلة ثانية القضايا البيئية.

المؤسسة العلمية السويسرية للبلدان النامية

التسمية المختصرة لهذه المؤسسة هي SSSDC، وقد تأسست في عام 2014 من قبل مجموعة من الخبراء السويسريين من أصول مختلفة، بهدف الإستفادة ودمج المهارات العلمية مع خلفياتهم الثقافية الشرقية بقصد تعزيز الإتصال بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة، ومن أجل تشجيع المبادلات التجارية والبعثات العلمية وتطوير البحوث في مجالات كثيرة على رأسها الصحة والتعليم.

يتسم أعضاء هذه المؤسسة بدرجة عالية من المهنية، بالإضافة إلى ما يتمتعون به من تنوّع ثقافي، ما يجعل من هذه الهيئة، التي تحرص على الحيادية والموثوقية، إطارا جيّدا لحل النزاعات إن وُجدت، والتقليل من احتمالات حصول سوء فهم، وتسهيل التفاوض بين الشركاء من أجل الوصول إلى حلول معقولة، ومن أجل تضييق الفجوات، وتمتين العلاقات بين سويسرا والعالم النامي.

يوجد المقرّ القانوني لهذه المؤسسة في دوبندورف، التي تعتبر أكثر المدن كثافة سكانية، بعد زيورخ، عاصمة الكانتون الذي يحمل نفس الإسم. وهي اليوم تخطط لإقامة ندوات ولقاءات سنوية لمساعدة أعضائها على الحصول على المزيد من المعارف والخبرات، وتحديد الفرص المتاحة ذات القيمة العالية في مجال التبادل بين الشمال والجنوب.

(المصدر: SSSDC)

وبرأي الدكتور الزيير، المتخصص في التكنولوجيا الحيوية وفي علاج مرض السرطان، فإنه "في الوقت الذي تشكو فيه البلدان النامية من نقص حاد في المجال الصحي، تمتلك سويسرا امكانيات هائلة، ويكفي أننا نجد فيها شركتيْن عملاقتيْن في مجال صناعة الأدوية مثل "لاروش" و"نوفارتيس"، وما أحرز من تقدّم في سويسرا في هذا المجال قلّ نظيره".

أما المجال الثاني، ذي الأولوية برأي الدكتور خالد أبو حديد، فهو مجال التكوين، ويشدّد هنا على أن "التعليم هو البوابة الرئيسية لتغيير الوضع ككل في البلدان النامية، ومن المؤكّد أن التبادل العلمي بين سويسرا وبلدان العالم الثالث سيكون مفيدا للطرفيْن: مفيد للطرف السويسري أوّلا، لأنه سيسمح له باستقطاب أناس من ذوي الكفاءة سيساعدون في تطوير الإنتاج وفي الإرتقاء بالأبحاث العلمية. في نفس الوقت هؤلاء سيستفيدون من الخبرة السويسرية، وينفعون بها بلدانهم الأصلية".

أما المجال الثالث والمهمّ، فهو مجال الإدارة والحوكمة الرشيدة. وهذه من المعضلات الكبرى في البلدان النامية. فقد يكون لبلد ما ثروات هائلة وميزانيات كبيرة جدا لكن لن تنتفع بها إذا كانت عاجزة عن استخدامها بطريقة فعالة ومجدية وسليمة. و"هنا ايضا، وبفضل الخبرة السويسرية يمكن أن ننقل إلى تلك البلدان مناهج التخطيط وأساليب الإدارة العلمية والعصرية"، على حد قول الدكتور أبو حديد، المصري الأصل، الذي يقيم في سويسرا منذ عقود.

سويسرا المكان المثالي لهذه الشراكة

وضوح الفكرة والإقتناع بها لا يكفيان إذا لم تتوفّر البيئة المناسبة والمشجّعة، وفي الواقع قد تكون سويسرا المكان المثالي لنمو وتطوّر هذه الشراكة وذلك لأسباب عدّة.

السبب الأوّل هو الموقع الجغرافي، حيث تقع سويسرا في قلب أوروبا، وتحدّها خمس دول أوروبية هي إمارة ليختنشتاين، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وإيطاليا. وثلاث من هذه الدول (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا) من أكبر الإقتصاديات في أوروبا والعالم. فالموقع متميز من الناحية الإستراتيجية.

كذلك تمتلك سويسرا نسيجا ثقافيا تتميّز به عن جميع الدول الأخرى، إذ توجد فيها أربع لغات معتمدة رسميا، وبالتالي فهي متقدمة عن غيرها في فهم أهميّة التنوّع الثقافي.

وثالثا، على المستوى القيمي، فهي مثال الوسطية والحياد في تعاملها مع كل الدول بلا استثناء، وليس لهذا البلد أطماع استعمارية أو تاريخ عدواني تجاه أي بلد آخر.

ثمّ أخيرا هي من البلدان الرائدة في مجال البحوث والمعارف العلمية وهي من أكثر بلدان العالم حرصا على توظيف العلم في تطوير مشاريع صديقة للبيئة. ولهذه الأسباب كلها، تبدو سويسرا مؤهّلة أكثر من غيرها لرسم هذه العلاقة بين الدول المتقدمة والدول النامية.

وهكذا تبدو "الفكرة راقية جدا والإقتناع بها واسع"، بحسب رأي الدكتور جواد الزيير، لكن ما ينقصها، يضيف، هو "تفاعل أصحاب القرار على مستوى الحكومات والشركات والمؤسسات الجامعية، بما يساعد على وضع القاطرة على السكة، والإنطلاق في إنجاز مشروعات فعلية وميدانية".

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 214 تاريخ : سه شنبه 25 اسفند 1394 ساعت: 16:18

يسمح القانون السويسري للمواطنين الذين أكملوا مدة الخدمة العسكرية الاحتفاظ بأسلحتهم الفردية في منازلهم. (Keystone)

يسمح القانون السويسري للمواطنين الذين أكملوا مدة الخدمة العسكرية الاحتفاظ بأسلحتهم الفردية في منازلهم.

(Keystone)

سيواصل السويسريون الإحتفاظ ببنادقهم الهجومية بعد انتهاء مدة الخدمة العسكرية. إذ لم يحظ مشروع المفوّضية الأوروبية الداعي لحظر حيازة الاسلحة الآلية وشبه الآلية بموافقة وزراء العدل والداخلية في البلدان الاعضاء في الإتحاد الاوروبي. وفي كل الأحوال، يشهد عدد الجنود والضباط السويسريين الذين يحتفظون بأسلحتهم عقب انتهاء الخدمة العسكرية تقلصا مع مرور الوقت.

وأثار مشروع القانون الأوروبي موجة من الجدل في سويسرا. وبوصفها عضوا في فضاء شنغن، كانت برن ستكون مضطرّة لتطبيق القانون الجديد على أراضيها. ولحسن الحظ بالنسبة للبعض، كان انذارا كاذبا: "فالإتحاد الاوروبي لن يحظر البندقية الهجومية في سويسرا"، وفقا لما أعلنته سيمونيتا سوماروغا، وزيرة العدل والشرطة بالحكومة السويسرية.

وقد انصبّ اهتمام الوزراء الأوروبيين لأوّل مرة على مقترحات المفوّضية الأوروبية. ويعود مشروع تشديد القانون الأوروبي المنظّم لحيازة الأسلحة إلى منتصف شهر نوفمبر 2015، وبالتحديد في أعقاب هجمات باريس التي شنّها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأشارت الوزيرة السويسرية إلى أنه من الواجب اتخاذ إجراءات إذا تعلّق الأمر بالسلامة والامن العام. ولكن الكنفدرالية تدعم الحلول العملية والتي تحترم في آن واحد التقاليد السويسرية. وكانت برن قد اتخذت تدابير ضد سوء استخدام السلاح بطلب من البرلمان منذ عام 2012.

وعلاوة على ذلك، أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع أن عدد السويسريين الذين يختارون الاحتفاظ بسلاحهم عقب انتهاء مدة الخدمة العسكرية هو في تراجع مستمر، وذلك بالتزامن مع تقلّص عدد العسكريين في سويسرا بفعل الإصلاحات المتعاقبة.

swissinfo.ch

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 189 تاريخ : دوشنبه 24 اسفند 1394 ساعت: 18:56

أقلع يوم الإثنيْن 14 مارس 2016 صاروخ من قاعدة بايكونور في جمهورية كازاخستان في اتجاه كوكب المريخ. ومن بين الأجهزة الموجودة على متن هذا الصاروخ كاميرا CaSSIS، وهي عبارة عن جهاز عالي الدقة من صنع سويسري مصمم لإلتقاط صور ملوّنة ثلاثية الأبعاد لسطح الكوكب الأحمر.

ما هو جهاز CaSSIS؟

هو كاميرا في الأساس، وهو أيضا تلسكوب قوي جدا، سوف يمكّن الباحثين من إلتقاط صور عالية الدقة، ومتعددة الألوان، وثلاثية الأبعاد لسطح المريخ وتضاريسه.

تثبّت هذه الكاميرا على مدار "إيكسومارس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، الذي تم إطلاقه يوم الإثنيْن 14 مارس 2016 على الساعة العاشرة و 31 دقيقة صباحا (بحسب توقيت وسط أوروبا)، بإستخدام صاروخ بروتون من قاعدة بايكونور في كازاخستان .

من صنع CaSSIS؟

صُمّم هذا الجهاز وصُنع خلال 23 شهرا من قبل فريق من العلماء والمهندسين من جميع أنحاء العالم بقيادة وإشراف الدكتور نيكولاس طوماس من قسم أبحاث الفضاء وعلوم الكواكب بجامعة برن. وشاركت سويسرا أيضا في هذه المهمة من خلال الخبرات الهندسية بكل من المعهد الفدرالي التقني بزيورخ وبلوزان، وأجزاء أخرى رئيسية من ابتكار مصنّعين سويسريين.

كم كلّفت عملية تصنيع هذا الجهاز؟

ما يناهز عن 20 مليون فرنك سويسري. 

كيف تعمل CaSSIS؟

ستقوم كاميرا CaSSIS بإلتقاط صور لسطح المريخ ثم يستدير الجهاز بمقدار 180 درجة لإلتقاط صورة ثانية. هذا النظام المزدوج لإلتقاط الصور سيزوّد الباحثين بصور مجسّمة أو بصور ثلاثية الأبعاد بطريقة مشابهة لوظيفة عيون الإنسان. ومن المقرّر إلتقاط هذه الصور على بعد 400 كيلومتر بدقة عالية قدرها 5 أمتار لكل بكسل Pixel.

لماذا صُمّم هذا الجهاز؟

بالإضافة إلى تسليط الضوء على تضاريس المريخ، ستساهم الصور عالية الدقة التي ستلتقطها هذه الكاميرا في استكمال البيانات التي يتم جمعها حول الغلاف الجوي للمريخ، والتي تُجمع من قبل مدار "إيكسومارس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وبقية المدارات حول المريخ. كذلك ستساعد هذه الصور المدار التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذي من المنتظر أن يحط على هذا الكوكب في عام 2018 في توثيق رحلته على سطح هذا الكوكب.

كم من الوقت سوف تستغرق الرحلة إلى المريخ؟

بعد عملية الإقلاع التي أنجزت بنجاح يوم 14 مارس 2016، من المتوقّع أن تستغرق الرحلة سبعة أشهر، أي أن "إيكسومارس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية سوف يصل إلى مدار المريخ في شهر أكتوبر 2016. ومن المنتظر أن يُعدّل الفريق المعني بكاميرا CaSSIS وجهتها يوم 7 أبريل للتأكد من أن جميع أنظمة الرحلة تعمل بشكل صحيح.


(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي), swissinfo.ch



وصلات

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 232 تاريخ : دوشنبه 24 اسفند 1394 ساعت: 18:56

قرية نيدرفالد الجبلية السويسرية التي لم تُسجَّل فيها أي حالة طلاق. (Keystone)

قرية نيدرفالد الجبلية السويسرية التي لم تُسجَّل فيها أي حالة طلاق.

(Keystone)

وفقاً لما تُظهره الإحصاءات، فإن معدلات الطلاق في سويسرا عادية جداً بالمقارنة مع غيرها من الدول. مع ذلك، تبدو هناك فجوة بين مدن الكنفدرالية الرئيسية وضواحيها ومناطقها الريفية، توحي إلى ملائمة الحياة في الريف لنعيم الزواج بشكل أكبر. فهل يعكس هذا الواقع حقاً؟

وعندما ترصد هذه المعدّلات في مختلف انحاء البلاد، ستلاحظ أن ظاهرة الطلاق هي أوسع انتشارا بالقرب من المراكز الحضرية، ومع ذلك، يبدو أن هذه النسب أعلى أيضا في المجمّعات السكنية، التي تحيط بها مساحات خضراء وخلابة.

 (swissinfo.ch)
(swissinfo.ch)

في المناطق المجاورة لمدينة زيورخ تجاوزت نسب الطلاق خلال العقود الاربعة الماضية 40% لكل مائة زيجة، وهذا المعدّل يتجاوز النسبة المسجّلة في مدينة زيورخ نفسها (35 حالة من كل 100 زيجة). ومحاولة مني للوقوف على الاسباب الكامنة وراء هذا الوضع، قمت بزيارة بلدية "أدليكون" الواقعة بالقرب من بلدية "آندلفينغن"، والتي تفصلها عن زيورخ، عاصمة المال والاعمال بسويسرا، مسافة 30 دقيقة. هذه القرية التي يوجد فيها مطعم، وصالون لتصفيف الشعر ومدرسة ابتدائية، لا هي بالقية المكتفية بذاتها، ولا هي منطقة ريفية.

في وقت الغداء، أغلب الطاولات في المطعم ممتلئة - ويتكوّن الزبائن من رجال شرطة في فترة استراحة، ومن مواطنين متقدّمين في السن اجتمعوا للعب الورق.  وقد اندهشت امرأتان كانتا في استراحة الغداء، عندما سمعا بارتفاع معدلات الطلاق في القرية.

"هذا مثير للإهتمام! أعتقد ان هذا هو السبب في عدم زواجي حتى الآن"، كما تقول إحدى السيدات المتوسطات في العمر مُمازحة، في الوقت الذي تقهقه فيه سيدة أخرى تصغرها سناً. 

ولكن لعلّ البيئة الهادئة مملة جدا بالنسبة للبعض، يتوقّع موظّف إداري: "الناس يحلمون بمنزل في قرية، ولكن قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالعزلة، على الأقل بالنسبة لأحد الازواج". وهنا تبدا المشكلة.

دور الدين

وعند رؤيتهن للخريطة التي توضح معدلات الطلاق في سويسرا، عبَّرت إحدى السيدات المتقدمات في السن عن إعتقادها بأن سبب الإنخفاض الكبير لحالات الطلاق في بعض أجزاء سويسرا يعود لعامل الدين.

"إنها مناطق يتبع معظم سكانها الكنيسة الكاثوليكية. نحن هنا أكثر حرية بكثير"، قاصدة بـ "هنا" البلديات التي يدين سكانها بالبروتستانتية عموما في كانتون زيورخ. وفي بلدية ‘أدليكون’ نفسها، لا يمكن العثور على أي كنيسة، بالرغم من وجود كنيستتين إحداهما كاثوليكية والأخرى بروتستانتية في بلدية ‘آندلفينغَن’ المجاورة.

وعلى صعيد آخر، وفي كانتون فالي الجبلي الذي تقطنه غالبية كاثوليكية، هناك قريتان لم تُسَجَّل فيهما أي حالات للطلاق على ما يبدو. وبإمكان السكان المحليين هنا إمعان النظر في بعض الأسباب التي أدت إلى ذلك.

انظر لغة أخرى 1

من جهته، يشك فرانسواز هوبفلينغَر إختصاصي علم الإجتماع في كانتون زيورخ بأهمية الدور الذي يلعبه الدين حقاً - لكنه يرى إمكانية تأثيره على معدلات الطلاق بعض الشيء.

"تميل المناطق الريفية على العموم لأن تكون كاثوليكية، في حين تدين المناطق الحضرية في الغالب بالبروتستانتية، رغم أني أعتقد أن الاختلافات بدأت بالتلاشي"، كما اخبر هوبفينغَر swissinfo.ch .

وعلى أية حال، شهدت الأعراف الاجتماعية تغييرات كبيرة بهذا الصدد. وبالعودة إلى مطعم ‘بوست’ في ‘أدليكون’، تشير السيدة المسنّة إلى ظاهرة مهمة أخرى :"لم تعد هناك اليوم مشكلة في ولادة أطفال خارج إطار الزوجية. ولكن هؤلاء الأطفال كانوا يُنتزعون من أبويهم قبل 40 أو 50 عاماً. وبدوره أشار زبون آخر ذو شعر فضي، إلى أن المعاشرة بدون زواج أصبحت أكثر قبولاً بين الناس في هذه الأيام. ولكن كلاهما يقول أنهم يعرفون عدداً من الأزواج الذين مضى على زواجهم من 20 وحتى 40 عاماً أيضاً.

معا ومتباعدين في نفس الوقت

وكما يقول هوبفلينغَر، هناك صعوبة في تفسير الإحصاءات المتعلقة بالزواج والطلاق.

"في أغلب الحيان، لا يعقد المتعاشرون قرانهم أصلاً في المدن. وهكذا تصبح أي حالة ‘طلاق’ غير رسمية لعدم تسجيل حالات الإنفصال هذه بالأصل. ويشكل هذا أحد أسباب إنخفاض معدل الطلاق في سويسرا - لأن عدد الأشخاص الذين يقدمون على الزواج أصبح أقل"، بحسب المختص بعلم الإجتماع.

وكان عام 2014 قد شهد عقد نحو 42,000 حالة زواج في سويسرا. وبالمقارنة، أبرمت في أواخر ستينيات القرن الماضي نحو 46,000 زيجة سنوياً. كما سجل عام 1991 رقماً قياسياً مع إبرام 47,567 عقد زواج. ويمكن العثور في المكتب الفدرالي للإحصاء على سجلات زواج يعود تاريخها إلى عام 1801.

ومن بين أولئك الذين يتزوجون بالفعل، لا يعني الإستمرار بالزواج بالضرورة سعادة الشخصين المُرتبطين، كما يشير هوبفلينغَر. "كما يبدو، فقد تراجعت معدلات الطلاق في معظم البلدان بسبب توفر الأشخاص على أساليب أكثر من قبل لتخفيف الصراعات، كأن يكونوا متزوجين ولكنهم يعيشون في أماكن مختلفة، أو من خلال ممارستهم لعلاقات مفتوحة".

وعند مغادرتي ‘أدليكون’، ألتقي برجل يتمشى مع كلبه، وأبدأ بمحادثته حول الموضوع. وكما بدا واضحا، لم يُثِر موضوع شيوع حالات الطلاق في المنطقة اهتمامه فَحَسب، ولكن بدا انه أبهجه أيضاً.
"أنا أمر بهذه الإجراءات بنفسي الآن"، كما يقول. ومثلما إتضح لاحقاً من خلال حديثه، كان الرجل وزوجته قد إنفصلا في شهر يناير المنقضي.

 (swissinfo.ch)
(swissinfo.ch)

 سويسرا بالمقارنة مع الولايات المتحدة

يلعب الدين دوراً أكبر في الولايات المتحدة مما يفعل في سويسرا. وفي أغلب الأحيان، تكون حالات الطلاق أكثر شيوعاً في المناطق الريفية للولايات المتحدة - كما أنها تقل في المناطق الشمالية الشرقية للبلاد، التي تمتاز عموماً ليس بارتفاع مستويات التعليم فحسب ولكن أعمار العرائس والعرسان أيضاً. 

"يُعتبر الإنتماء إلى أحد الأديان أمراً مهما في الولايات المتحدة - أكثر من سويسرا أو أوروبا. وهناك أديان تحظر الطلاق وممارسة الجنس قبل الزواج، وتقتضي مقداراً معيناً من الرقابة الاجتماعية"، كما يقول فرانسواز هوبفلينغَر، أختصاصي علم الإجتماع في جامعة زيورخ.

دورها، تقول جنيفر غلاسّ، عالمة الاجتماع في جامعة تكساس أن عاملي الدين والثقافة أكثر تأثيراً على معدلات الطلاق في الولايات المتحدة، وتفوق العامل المتعلق بموقع الإقامة.

وكما أخبرت غلاسّ swissinfo.ch "تدفع المعتقدات الدينية المحافظة (الأصولية الدينية المسيحية) في المناطق الجنوبية بالمجتمعات إلى رفض التعليم الجنسي الشامل وتُشَجع الشباب على الامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج".

وهي تشير إلى أن حالات الزواج بالإكراه (shotgun weddings) [وهو زواج مُرَتَّب لتلافي الإحراج الناتج عن حالة حمل غير مرغوب بها ولا ينبع عن رغبة المتزوجين بالضرورة] ما زالت شائعة في الولايات الجنوبية، بسبب إعتقاد الكثيرين أن كلا من وسائل منع الحمل والإجهاض هي تصرف آثم.

"تميل الشابات اللواتي يُمارسن الجنس بأن يصبحن حوامل بسرعة ويتزوجن لإيجاد حل لحملهن. وهكذا يؤدي مزيج المعتقدات المحافظة عن الجنس وعدم التركيز - أو التركير الأقل - على التحصيل العلمي إلى العديد من الزيجات المُبكرة بين شابين يفتقران إلى التعليم والتدريب الكافي لإعالة نفسيهما، مقروناً بالحمل المُبكر والمُتكرر. وهذه وصفة لتصاعد معدلات الطلاق بالتأكيد"، بحسب غلاسّ.

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 253 تاريخ : دوشنبه 24 اسفند 1394 ساعت: 18:56

تقوم شركة يقودها المهندس السويسري باسكال جوسي ببناء مكوك فضائي من خلال الجمع بين تكنولوجيات عديدة أثبتت جدواها من شتى أنحاء العالم. (SRF/swissinfo.ch)

في عام 2013، أسس باسكال جوسي، المهندس والطيار العسكري في سلاح الجو السويسري باسكال جوسي شركة "النظم الفضائية السويسرية" في مدينة باييرن بكانتون فو.

ومن خلال "النظم الفضائية السويسرية" (SwissSpace Systems)، يسعى جوسي إلى تحقيق حلم طفولته بأن يصبح رائد فضاء. ومن الناحية العملية، تهدف الشركة إلى إتاحة الوصول إلى الفضاء عن طريق تطوير وتصنيع وتشغيل طائرات فضائية شبه مدارية.

في مرحلة أولى، سيتم نشر طائرات SOAR (وهي الأحرف الأولى للعبارة الإنجليزية المشيرة إلى الطائرات شبه المدارية القابلة لإعادة الإستخدام) لوضع الأقمار الصناعية التجارية في المدار. وفي مرحلة ثانية، ستُستخدم للرحلات المأهولة.

ومن أجل ضمان جدوى المشروع من الناحية التجارية، تعمل شركة "النظم الفضائية السويسرية" على تجميع المكونات الموجودة، وأفضل التكنولوجيا التي أثبتت جدواها من مختلف البلدان. وإثر ذلك، يتم في سويسرا تجميع العناصر والتقنيات القادمة من روسيا، وأوروبا، وآسيا، والولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، تستفيد الشركة من سمعة سويسرا المقترنة بالإستقرار واحترام السرية الصناعية من أجل تجميع التكنولوجيات من دول قد لا تتعامل مع بعضها البعض في حالات أخرى لأسباب سياسية.

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 193 تاريخ : يکشنبه 23 اسفند 1394 ساعت: 20:52

بحكم العادة أو بسبب الضرورة، هاجر عشرات الآلاف من سكان كانتون تيتشينو (جنوب سويسرا) إلى الولايات المتحدة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. المصورة الفوتوغرافية فلافيا لوينبرغر ذهبت لتقصي آثارهم ونجحت في مقابلة بعض أحفادهم واكتشفت أن هناك من بينهم من لا زال يتحدث باللهجة الأصلية أو يُلوح بالعلم السويسري في الأول من أغسطس من كل عام في مناسبة الإحتفال بالعيد الوطني. بورتريهات مصورة.

انطلقت فكرة المشروع من خلال بعض الرسائل البسيطة. ولا تُخفي فلافيا لوينبرغر أنها تأثرت إلى حد ما لدى قراءتها لقصص مُهاجرين من تيتشينو إلى كاليفورنيا نشرها المؤرخ جورجيو كيدا في ثمانينات القرن المنصرم. وإثر ذلك، قررت الإنطلاق في رحلة البحث عنهم إلا أن المهمة لم تكن سهلة، نظرا لبعد المسافة الجغرافية وشح المعلومات.

في لقاء جمعنا بها في مقهى عتيق يقع في المركز التاريخي لمدينة "باليرنا" القريبة من الحدود السويسرية الإيطالية، حيث تقيم، تقول الشابة (31 عاما) الفائزة بجائزة الصورة الصحافية السويسرية لعام 2005 (فئة البورتريهات): "أعددت قائمة بأسماء المهاجرين المذكورين في كتاب كيدا وفي وثائق أخرى وحاولت اقتفاء آثارهم عبر سجلات الهاتف الأمريكية. أرسلت ما لا يقل عن 60 رسالة لكن قلة منهم ردت عليّ". 

اتسم اللقاء مع المهاجرين وأحفادهم بقدر كبير من البساطة، فقد "كان الناس متحمسين حقيقة لملاقاتي. البعض منهم نفض الغبار عن مذكرات الهجرة وعن صور أو حقائب تلك الفترة"، كما تقول. كما أن معظم الأشخاص الذين قابلتهم لا زالوا يحتفظون حتى اليوم بروابط قوية مع كانتون تيتشينو من خلال اللغة، حيث كان "غريبا أن تستمع إليهم وهم يتحدثون بلهجة سكان الأودية (في التيتشينو) بلكنة انجليزية".

للتذكير، تشير التقديرات إلى أنه في الفترة الممتدة من نهاية القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين هاجر حوالي 27000 شخص من سكان التيتشينو إلى ولاية كاليفورنيا لوحدها للعمل في مجال حلب الأبقار أو في رعي المواشي. بعد ذلك، أصبح العديد منهم من ملاك الأراضي، مثلما يظهر أيضا من خلال ما التقطته عدسة فلافيا لوينبرغر.  

البورتريهات المعروضة حاليا في متحف "كازا بيسينا" في ليغورنيتو هي حصيلة رحلتين إلى الولايات المتحدة في عامي 2013 و2015.

(النص: ستيفانيا سومرماتر، swissinfo.ch، الصور: فلافيا لوينبرغر) 



وصلات

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 227 تاريخ : شنبه 22 اسفند 1394 ساعت: 16:39

السؤال الذي يطرح كل مرّة ينّظم فيها قطاع السيارات تظاهرة مثل المعرض الدولي بجنيف، هو متى ستكون السيارات قادرة على الجولان من دون سائق؟ ولكن قبل الوصول إلى ذلك لابد من اختبار هذه التكنولوجيا. هذه الخريطة تبيّن البلدان التي تجري فيها عمليات الإختبار والبحوث عبر أنحاء العالم.

 لمعرفة المزيد عن هذه الإختبارات، أنقر على رموز السيارات داخل الخريطة:

أغلب الشركات الكبرى الناشطة في مجال صناعة السيارات مثل فولكس فاغن، وفورد، وأودي، ظلت تجري اختبارات على السيارات ذاتية التحكّم لمدة سنوات، والعديد من المسؤولين التنفيذيين بهذه الشركات وعدوا بابتكار سيارات ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2020.

واستضافت سويسرا العديد من الاختبارات التي خضعت لها السيارات ذاتية التحكّم، من خلال حافلة بمدينة سيون، وسيارة بزيورخ. وعلى المستوى الأوروبي، تتركّز أغلب اختبارات السيارات من دون سائق على النقل العمومي، في المقابل، الاختبارات التي أجريت في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة، حيث مسافات الطرق طويلة جدا، فيتركّز الإهتمام أكثر على السيارات الخاصة.

ولكن هذه الاختبارات لا تخلو  من حوادث من حين لآخر:  فقد اصطدمت مؤخرا سيارة ذاتية التحكّم تسيّرها شركة غوغل بحافلة داخل المدينة ما تسبّب في وقوع حادث بسيط لم تسفر عنه خسائر.

وقدّم المعرض الدولي للسيارات بجنيف، والذي تتواصل فعالياته حتى 13 مارس 2016 عددا من السيارات، مزوّدة بعناصر ذاتية التحكّم، ومن بينها نماذج يمكن تسييرها من دون سائق، لكن بشرط أن يكون ذلك خارج الطرقات السيّارة. وعرضت الشركة الإيطالية Ed Design نموذجا أوّليا لسيارة سباق ذاتية التحكّم بالكامل، والتي تأمل أن تشارك بها في سباق دولي كبير بحلول 2015.

وتسلط swissinfo.ch الضوء في تقرير تنشره قريبا على ريادة الشركات السويسرية وإسهامها في سوق السيارات من دون سائق.


(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 271 تاريخ : شنبه 22 اسفند 1394 ساعت: 5:45

سيواصل السويسريون الإحتفاظ ببنادقهم الهجومية بعد انتهاء مدة الخدمة العسكرية. إذ لم يحظ مشروع المفوّضية الأوروبية الداعي لحظر حيازة الاسلحة الآلية وشبه الآلية بموافقة وزراء العدل والداخلية في البلدان الاعضاء في الإتحاد الاوروبي. وفي كل الأحوال، يشهد عدد الجنود والضباط السويسريين الذين يحتفظون بأسلحتهم عقب انتهاء الخدمة العسكرية تقلصا مع مرور الوقت.

وأثار مشروع القانون الأوروبي موجة من الجدل في سويسرا. وبوصفها عضوا في فضاء شنغن، كانت برن ستكون مضطرّة لتطبيق القانون الجديد على أراضيها. ولحسن الحظ بالنسبة للبعض، كان انذارا كاذبا: "فالإتحاد الاوروبي لن يحظر البندقية الهجومية في سويسرا"، وفقا لما أعلنته سيمونيتا سوماروغا، وزيرة العدل والشرطة بالحكومة السويسرية.

وقد انصبّ اهتمام الوزراء الأوروبيين لأوّل مرة على مقترحات المفوّضية الأوروبية. ويعود مشروع تشديد القانون الأوروبي المنظّم لحيازة الأسلحة إلى منتصف شهر نوفمبر 2015، وبالتحديد في أعقاب هجمات باريس التي شنّها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأشارت الوزيرة السويسرية إلى أنه من الواجب اتخاذ إجراءات إذا تعلّق الأمر بالسلامة والامن العام. ولكن الكنفدرالية تدعم الحلول العملية والتي تحترم في آن واحد التقاليد السويسرية. وكانت برن قد اتخذت تدابير ضد سوء استخدام السلاح بطلب من البرلمان منذ عام 2012.

وعلاوة على ذلك، أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع أن عدد السويسريين الذين يختارون الاحتفاظ بسلاحهم عقب انتهاء مدة الخدمة العسكرية هو في تراجع مستمر، وذلك بالتزامن مع تقلّص عدد العسكريين في سويسرا بفعل الإصلاحات المتعاقبة.

swissinfo.ch

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 187 تاريخ : شنبه 22 اسفند 1394 ساعت: 5:45

على اليسار فراشة عادية من النوع الأزرق التابع للفصيلة النحاسية، وعلى اليمين نموذج بأجنحة مشوهة وقرون استشعار إضافية. (Keystone)

على اليسار فراشة عادية من النوع الأزرق التابع للفصيلة النحاسية، وعلى اليمين نموذج بأجنحة مشوهة وقرون استشعار إضافية.

(Keystone)

بدأت تأثيرات كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت قبل خمسة أعوام تتكشف بطريقة مُخيفة، وتأخذ شكل تغييرات جينية حادة أصابت فراشات تعيش في محيط موقع الكارثة التي شهدتها اليابان جراء الزلزال والتسونامي الذي ضرب البلاد في مارس 2011.

ويعود الفضل في هذا الإكتشاف إلى العمل الدؤوب للباحثة اليابانية شيو نوهارا التي وافتها المنية قبل أشهر قلائل، والتي كان القسم الياباني في swissinfo.ch قد إلتقاها على هامش أحد المؤتمرات التي انعقدت في مدينة جنيف غرب سويسرا.

"لم تكن لَدَي أي علاقة على الإطلاق مع فوكوشيما حتى ذلك الوقت"، قالت شيو نوهارا مُستذكرة في مقابلة أجريت معها في نوفمبر 2014، خلال منتدى "التأثيرات الوراثية للإشعاعات المؤينة" الذي نظمته ‘منظمة الصحة العالمية المستقلة’ في جنيف. وكانت حالتها الصحية حينذاك قد تدهورت بالفعل.

وأضافت حينها :"إنتابني قلق شديد في أعقاب الحادث النووي، وكأن بناتي يَعِشْنَ هناك. كنت أريد الذهاب إلى فوكوشيما مُباشرة كي أرى بأم عيني ما حدث". ومثلما أوضحت في تلك المقابلة، كان هذا الخاطر هو الدافع الفعلي الذي جعلها تتفرغ للبحوث على الفراشات.

وفي الواقع، لم تكن لـ نوهارا علاقة تُذكر بمجال العلوم الطبيعية أصلاً. ولكنها، وبصفتها أستاذة مساعدة في جامعة أيشي التي تقع على بعد مئات الكيلومترات جنوب طوكيو، كانت تدرِّس كيفية تنفيذ عمليات تدقيق الحسابات في مجال الإدارة العامة. وفي وقت لاحق، تحولت للعمل في المجال البيئي وانتقلت جنوباً لتعيش في جزيرة أوكيناوا، وتعمل في جامعة ريوكيو.

وفي يوم 11 مارس 2011، ضربت اليابان ثلاث كوارث كبيرة ومتتابعة، بدأت بالزلزال البحري المُدَمِّر، تبعته مجموعة الأمواج العاتية (التسونامي)، تلاه تعَطُّل أكثر من مفاعل نووي بمحطة فوكوشيما داييتشي للطاقة عن العمل، ما أسفر عن حدوث تسرب إشعاعي إلى كل ما هو محيط.

وعلى الفور، إهتمت العالمة في جامعة ريوكيو بدراسة التغيرات الحاصلة في الفراشات باعتبارها مؤشر جيّد للبيئة. وبينما اختار جوجي أوتاكي، الأستاذ المساعد في الجامعة قيادة مجموعة بحثية لإجراء دراسات في هذا المضمار مركزا جهوده على فراشات من النوع الأزرق التابع للفصيلة النحاسية، اتجهت نوهارا لدراسة فراشات من فصيلة ‘زيزيريا ماها’ Zizeeria maha، (وهي أحد أنواع الفصيلة النحاسية أيضاً) الأكثر انتشارا في اليابان.

وفي مايو 2011، أي بعد شهرين فقط من حدوث الزلزال (وهو وقت خروج الفراشات الجديدة من شرانقها)، جمع الباحثون عدداً من ذكور الفراشات الملوثة بالإشعاع في مدن فوكوشيما وموتوميا (اللتان تبعدان عن محطة الطاقة النووية المتوقفة عن العمل بنحو 60 كم شمال غرب وغرب على التوالي). وفور تواجدهم في هذه المواقع، لاحظ الباحثون أن أجنحة هذه الفراشات كانت أصغر من مثيلاتها من نفس النوع في مناطق أبعد من هاتين المدينتين.

وعقب عودتهم إلى أوكيناوا، قام الباحثون باستنسال أول جيل من الفراشات المختبرية باستخدام الفراشات الملوثة بالإشعاع. وفي هذا الجيل الجديد الناتج، لاحظ العلماء تأخراً في النمو خلال عملية التشرنق والخروج من الشرنقة، بالإضافة إلى ارتفاعٍ في معدل التشوهات. وكلما كان الآباء من موقع أقرب من المفاعل النووي، كلما زادت حالات التشوه في نسلهم. أما الذريات الناتجة من الجيل الثاني، فلم تُظهر تشوهات مُماثلة لآبائها فحسب، ولكن أشكالاً شاذة أخرى أيضاً مثل قرون إستشعار مُتشعبة.

علاوة على ذلك، قام الفريق بدراسة الآثار المُترتبة عن التعرُّض للإشعاع، من خلال تعريضهم فراشات سليمة من جزيرة أوكيناوا لجرعات من الإشعاع الصناعي في المختبر (تماثل تلك التي كانت ربما ستتعرض إليها قرب فوكوشيما) وتغذيتها ببرسيم ملوث من نوع الأقصليس القريني [هو نوع من النباتات يتبع جنس الأقصليس من الفصيلة الحماضية] بغية تعريض أجزائها الداخلية للتلوث الإشعاعي أيضاً. وفي هذه الحالة أيضاً، تم تسجيل تراجع في معدل البقاء على قيد الحياة، وتقلّص في حجم الأجنحة وتشوهات أخرى في أجسام الفراشات. وكما قالت نوهارا، التي نجحت في نشر نتائج بحثها في عام 2012 في مجلة نيتشر الدورية الاسبوعية الرائدة في مجال العلوم "لقد مكنتنا هذه التجارب المختبرية من تأكيد النتائج التي توصلنا إليها مع الفراشات التي تم جمعها".

وفيما يلي، نص المقابلة التي أجراها قسم التحرير الياباني في swissinfo.ch مع شيو نوهارا في جنيف بتاريخ 29 نوفمبر 2014

swissinfo.ch: ما الذي دفعك للسفر إلى فوكوشيما لجمع العينات بعد انقضاء شهرين فقط على الكارثة التي حلَّت بمفاعلها النووي؟

شيو نوهارا: بالفعل، كان احتمال وقوع المزيد من الحوادث في المفاعل النووي بسبب الهزات الإرتدادية أمراً وارداً. ولكني كنت حريصة على جَمع الفراشات الملوثة بالإشعاع التي أمضَت فصل الشتاء في فوكوشيما كيرقات. ففي كارثة  تشيرنوبيل [التي وقعت في مفاعل تشيرنوبل النووي في أوكرانيا بالاتحاد السوفياتي عام 1986]، لم تُجرَ مثل هذه الدراسات على الكائنات الحية إلّا بعد انقضاء خمس سنوات على وقوع الكارثة. وهذا ما كنت أريد تجنبه.

وهكذا قمت برفقة البروفيسور أوتاكي وباحثَين آخرين بزيارة مناطق مختلفة في شهر مايو. وكنا نرغب بمقارنة العينات التي جمعناها مع تلك التي تم جمعها في طوكيو ومدن أخرى أيضاً.

: قبل عملك هذا، كنت تعملين في مجال مراجعة حسابات الإدارات العامة. واليوم تقومين بحساب الفراشات الميتة وتبحثين عن تشوهات خُلُقية مُحتملة فيها. أليس هذا عالماً مختلفاً تماماً؟

شيو نوهارا: في الواقع، لم أكنْ في وضع يسمح لي بالتفكير كثيراً بشأن التغيير الحاصل في حياتي. لقد كانت الحياة اليومية حينذاك مُرهقة للغاية، وكان الوقت ضيقاً جداً. كنت أزور محافظة فوكوشيما كل عشرة أيام لِجَمع البرسيم من نوع الأقصليس القريني الملوث بالإشعاع، وكنت أقدمه كغذاء للفراشات بغية تعريض أجهزتهم الداخلية للإشعاع أيضاً.

كنت أطير من أوكيناوا الى طوكيو، ثم أستقل السيارة إلى فوكوشيما وأبحث ليس عن الأقصليس القريني فحسب، ولكن عن شركة للبريد السريع أيضاً كان بوسعها إيصال البرسيم الطازج الى أوكيناوا 3 - 4 مرات يومياً.

وفي بعض الأحيان كنت أقضي ثلاث ليال في المواقع هناك. وعند عودتي لـ أوكيناوا، كنت أتوجه في المساء إلى المختبر مباشرة لتغذية الفراشات. كنت أريد ان أخفف من أعباء الباحث الذي كان يتولى هذه المهمة أثناء غيابي بعض الشيء. وقد عملنا وفق هذا المنوال مدة سنة ونصف.

swissinfo.ch: ما هي التجربة التي أثرت فيك بدرجة أكبر؟

شيو نوهارا: كانت تجربة تعريض الفراشات للتلوث الإشعاعي من الداخل. كنا نُغذي مجموعة من الفراشات بالبرسيم الملوث بالإشعاع، ومجموعة مرجعية أخرى ببرسيم غير ملوث من غرب اليابان. وقد لاحظنا أن كل الفراشات التي خرجت من شرانقها والتي كانت تتغذي [في طور اليرقات] من البرسيم الملوث من فوكوشيما كانت أبطأ حركة بكثير من المجموعة المرجعية.

لقد شكلت هذه صدمة كبيرة بالنسبة لي. وخطر ببالي أن هذا هو المرض الذي سُمي باللهجة المحلية "غنباكو بورا بورا" بعد إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما. (حيث يعني غنباكو القنبلة الذرية، وبورا بورا المُزمن).


swissinfo.ch: ما هي آخر النتائج التي توصلتم إليها؟

شيو نوهارا: إن آخر نتائج المراقبة التي قمنا بنشرها حول التعرُّض الداخلي للإشعاع مثيرة جدا للاهتمام، وهي تمثل بصيصاً من الضوء في الظلام بالنسبة لي.

لقد قمنا بتقسيم يرقات الجيل المُختبري الأول - كامل ذرية الفراشات الملوثة بالإشعاع في فوكوشيما- إلى مجموعتين، كانت المجموعة الأولى منها تتغذى من البرسيم الملوث بالإشعاع، في حين كانت المجموعة الأخرى تتغذى من برسيم سليم من أوكيناوا. وكما كان متوقعاً، كان معدل الوفيات والتشوهات في المجموعة الأولى أعلى مما كان عليه في مجموعة أوكيناوا.

ولكن هذه النتائج اختلفت منذ الجيل الثاني: حيث تشابه معدل البقاء على قيد الحياة لنسل المجموعة الملوثة بالإشعاع التي تغذت من برسيم أوكيناوا [غير الملوث] في إرتفاعه مع مجموعة أوكيناوا التي كانت تتغذى من البرسيم غير الملوث منذ الجيل الأول.

وهناك احتمال لا بأس به بأن هذا ينطبق على البشر أيضاً. بمعنى أن معدل البقاء على قيد الحياة في الأجيال التالية لن يتأثر إذا ما واضبت هذه الأجيال على تناول الأغذية غير الملوثة. ومن هذا المنطلق، تعطيني هذه النتيجة بعض الأمل.

شيو نوهارا (1955 – 2015)

تحت إشراف جوجي أوتاكي الأستاذ المساعد من جامعة ريوكيو في أوكيناوا، أسست الباحثة اليابانية شيو نوهارا مجموعة بحثية لدراسة تأثيرات الكارثة النووية في فوكوشيما على الفراشات.

قبل انخراطها في هذا العمل، كانت نوهارا تعمل كأستاذة مشاركة في جامعة أيشي وتُدَرِّس عمليات التدقيق ومراجعة الحسابات في الإدارات العامة.

أنهَت النصف الأول من برنامج الدكتوراه في موضوع "العلوم البحرية وعلوم البيئة" في كلية الدراسات العليا للهندسة والعلوم في جامعة ريوكيو.

وافتها المنية يوم 28 اكتوبر 2015 في جزيرة أوكيناوا بعد صراع طويل مع المرض.


swissinfo.ch: لقد حَظِيَت هذه التجربة باهتمام كبير في منتدى التأثيرات الوراثية للإشعاع المؤين المعقود في جنيف، والذي حضره عدد كبير من الشخصيات الهامة...

شيو نوهارا: هذا صحيح. وكان هذا الإهتمام الكبير يعود إلى تَحَسُّن معدلات البقاء على قيد الحياة والحياة الطبيعية مرة أخرى في الجيل المختبري الثاني. ولكني أود الإشارة إلى نقطتين: الأولى هي أن معدل الوفيات والتشوهات في الفراشات من الجيل الأول التي تناولت البرسيم الملوث ما يزال مرتفعاً، والثانية هي عدم إمكانية استبعاد الأضرار التي لحقت بالجينوم في الجيل الثاني، حتى مع زيادة معدل البقاء على قيد الحياة والحياة الطبيعية [في هذا الجيل] بفضل الغذاء الصحي من أوكيناوا.

وخلال المنتدى، لفت أحد الحاضرين الذي ترجم النتائج التي توصلنا إليها بشأن البشر الإنتباه إلى خطورة بقاء أطفال الآباء الذين تعرضوا للإشعاع في تشيرنوبيل هناك، واستمرارهم في تناول الطعام الملوث.

وبالفعل نسمع الكثير عن مُعاناة بعض الأطفال في تشيرنوبيل من مشاكل جسدية ونفسية مُختلفة وإقدامهم على الانتحار حتى، أو عدم قدرة الآباء على تحمُّل أعباء أطفالهم ومغادرتهم لأسرهم بالنتيجة.

بدورهم يعاني الأشخاص الذين جاءوا من فوكوشيما الى أوكيناوا من أعراض مَرَضية مختلفة. من المُهم أن يرحب المجتمع بضحايا الإشعاع ويتقبلهم بشكل جيد، كما أننا بحاجة لمراكز للدعم تتولى تقديم العلاجات والإستشارات لهؤلاء حيثما إقتضى الأمر.

علينا أن نتعلم من التجارب في تشيرنوبيل، وأن نقيم مراكز تنسيق لتبادل المعلومات من أجل لا يترك هؤلاء الأشخاص لوحدهم. وإلى جانب عملي البحثي، أسعى في الوقت الراهن وبمشاركة بعض الأشخاص الوافدين إلى أوكيناوا من فوكوشيما بالبحث عن إمكانات لإنشاء مثل هذه المراكز.

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 243 تاريخ : شنبه 22 اسفند 1394 ساعت: 5:45

وقّعت برن وأبوجا على اتفاق سيسمح بإعادة 321 مليون فرنك نهبتها عائلة ساني أباشا، ديكتاتور نيجيريا السابق. وفيما بدأ العمل في سويسرا منذ أول يناير 2016 بقانون جديد يُنظم عملية إعادة الأموال والأصول غير المشروعة، يتساءل البعض، هل سيكون قابلا للتطبيق في هذه الحالة؟

في العاصمة أبوجا، وقع وزير الخارجية السويسري ديديي بوركهالتر يوم الثلاثاء 8 مارس الجاري على خطاب نوايا يتعلق بإعادة الأموال المنهوبة التي سبق أن جمّدتها سويسرا. وفي تصريح له، أشار عضو الحكومة الفدرالية إلى أن "الإتفاق يمثل مرحلة مهمة باتجاه عودة الأموال وسيكون تحت إشراف البنك الدولي".

للتذكير، كانت نيجيريا تسعى منذ وقت طويل إلى استعادة الأموال التي تم نهبها عندما كان ساني أباشا في السلطة بين عامي 1994 و 1998. وبشكل إجمالي، تشر التقديرات إلى أن المقربين من أباشا قد يكونوا استولوا على حوالي خمسة مليارات من الدولارات من الخزينة النيجيرية. وقد تم إخفاء جزء كبير من هذا المبلغ خارج البلاد، وفي سويسرا بوجه خاص.

الأموال التي قامت برن بتجميدها سيتم تسليمها إلى السلطات النيجيربة على إثر التخلي في عام 2015 عن الملاحقات الجنائية ضد أبّأ أباشا، ابن الديكتاتور السابق. وكان قد تم التوصل في شهر يوليو 2014 إلى اتفاق بهذا الخصوص بين الحكومة النيجيرية وعائلة أباشا.

على صعيد آخر، في ديسمبر 2015، صادقت سويسرا على القانون المتعلق بالأصول المكتسبة بصفة غير مشروعة. ويهدف النص إلى تسريع عملية إعادة الممتلكات والأموال غير المشروعة إلى مستحقيها. ومن المنتظر أن يكون له أثر ردعي على جميع الطغاة الذين لا زالوا يعتبرون أن سويسرا ملاذ مُرحّب لإيداع الأموال المنهوبة من مقدرات شعوبهم.

يُشار إلى أن سويسرا قامت خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية بإعادة مليار و800 مليون فرنك من الأموال المنهوبة إلى حكومات الدول المعنية.  

أهم المبالغ التي أعادتها سويسرا حتى الآن

عام 2002 مونتيسينوس / بيرو: 92 مليون دولار

عام 2003 ماركوس / الفلبين: 684 مليون دولار

عام 2005 أباتشا / نيجيريا: 700 مليون دولار

عام 2007 كازاخستان (1): 115 مليون دولار

2008 ساليناس / المكسيك: 74 مليون دولار

عام 2012 كازاخستان (2): 48 مليون دولار

عام 2012 أنغولا: 43 مليون دولار

عام 2015 دوفاليي / هايتي (في طور الإنجاز): 5,7 مليون دولار

(المصدر : وزارة الخارجية السويسرية)


(نقله من الإنجليزية وعالجه: كمال الضيف), swissinfo.ch

- - , .

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 174 تاريخ : چهارشنبه 19 اسفند 1394 ساعت: 20:42

يُوصف "سويس ميكيرز" أو "صنّاع السويسريين" بأنه واحد من أنجح الأفلام السويسرية على الإطلاق. في الحوار التالي، يشرح رولف ليسّي، المخرج وكاتب السيناريو لماذا حاز هذا الشريط الساخر حول الهجرة على شهرة واسعة، ولماذا لم يتجاوزه الزمن بعد مرور أربعة عقود على إنتاجه. (كارلو بيزاني، swissinfo.ch).

تشير بعض التقديرات إلى أنه عندما وُزّع فيلم "صانعو السويسريين" على دور السينما، في عام 1978، شاهده واحد من بين كل خمسة سويسريين، ما جعل منه أحد أنجح الأفلام السويسرية حتى الآن من حيث عدد المشاهدين.

ليسّي، الذي تجاوز عمره الثمانين سنة في مُوفّى فبراير 2016، تحدث إلى swissinfo.ch في بيته بزيورخ. واسترجع كيف صوّر ذلك الشريط الروائي والمُمتع طريقة معاملة السلطات للرعايا الأجانب الذين جرّبوا حظهم في الحصول على الجنسية السويسرية، وأوضح أن الفيلم لا يزال يحتفظ بموضعيته نظرا للمعضلات الحالية التي تثيرها الهجرة.

الفيلم مُستوحى من ممارسات لا تزال قائمة إلى اليوم. فهذا العمل السينمائي يتابع عونيْ شرطة بلباس مدني تتمثّل مهمّتهم في جمع المعلومات حول الحياة اليومية للأجانب الذين تقدّموا بطلبات للحصول على جواز السفر السويسري. ونجد من بين الأجانب الذين تم تعقبهم والإستماع إلى أقوالهم طبيب نفساني ألماني، وراقصة يوغسلافية ساحرة، وصانع معجّنات من أصل إيطالي.

عونا الشرطة في الشريط كانا ماكس بودمير، الذي كان لا يُبدي الكثير من التسامح وموريتز فيشّر، مساعده الجديد الأصغر منه سنا.

كانت أمّ ليسّي يهودية روسية هربت من ألمانيا النازية بعد أن تزوّجت سويسريا. ويرى المخرج أن بودمير وفيشّر، يمثلان رؤيتين متعارضتين تجسّدان المقاربتيْن السائدتيْن في العالم حول الهجرة. فمن جهة، نجد معسكر بودمير الذي يفترض الأسوأ في كل شخص، ولديه أفكار جامدة عما يجب أن يكون عليه الشخص لكي يُمنح المواطنة. ومن جهة أخرى، نجد معسكر فيشّر، الذي يتسم بانفتاح أكبر على المستجدات.

ومع أن ليسّي يعتقد أن الرؤيتيْن لا زالتا قائمتين حتى اليوم، إلا أنه يرى أن نوعية الأشخاص الذين يطلبون الحماية في سويسرا الآن تغيّرت، فهم يتحدرون مجموعات تنتمي إلى ثقافات مختلفة تمثّل تحديا جديدا بالنسبة للمجتمع السويسري. 

- - , .

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 200 تاريخ : چهارشنبه 19 اسفند 1394 ساعت: 20:42

تختلف حدّة الفوارق في الاجور بين الرجال النساء بحسب القطاعات الإقتصادية. ورغم اتجاه هذه الفوارق للتلاشي، لكنها لا تزال كبيرة. في هذا اليوم، الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، من المهمّ تسليط الضوء على هذه الظاهرة.

تحصل النساء في سويسرا على أجور هي أدنى بنسبة 16.5% مقارنة بأجور زملائهن من الرجال، وفقا لإحصاءات 2012 الصادرة عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وتجد هذه الفوارق في الأجور تفسيرها جزئيا في المعطيات الشخصية المتصلة بكل فرد (العمر، التكوين، التجربة والخبرة)، وبحسب خصائص الوظيفة التي يشغلها داخل الشركة او المؤسسة، ووفقا لطبيعة العمل الذي يؤديه.

لكن جزءً آخر من هذه الفوارق يظل غير مفهوم، فقد بلغت هذه الفوارق إلى ما معدّله 40.9% في عام 2012، مقابل 37.6% في عام 2010، و39.6% في عام 2008، على مستوى القطاع الخاص. وتشير هذه النسب إلى إستقرار جزئي لهذه الظاهرة خلال السنوات الأربع الماضية. وإذا نظرنا إلى هذه الفوارق من داخل ميادين إقتصادية مختلفة، نجد أن هناك اختلافات كبيرة، كما يظهر الرسم البياني التالي:

يوضّح هذا الرسم البياني كذلك أن الفجوة في الأجور بين النساء والرجال تكون أوسع كلما كانت الوظيفة أسمى، كما هو الحال في قطاعيْ المالية والتأمينات.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على سويسرا. فقد أشار تقرير (باللغة الإنجليزية) أصدرته منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية إلى أن "النساء في البلدان الأعضاء في المنظمة، تكون أجورهن في المتوسّط أدنى من أجور زملائهن من الرجال بنسبة 19.7% بالنسبة للأجور العليا ، و15.2% بالنسبة للأجور المتوسّطة".


(ترجمه من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

- - , .

الأولى - SWI swissinfo...
ما را در سایت الأولى - SWI swissinfo دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : کاوه محمدزادگان swissinfo بازدید : 231 تاريخ : سه شنبه 18 اسفند 1394 ساعت: 18:31